هل لجدتي دخل في ضريبة الدخل ؟
رابضة في عرينك أيتها الجدة ، وقد مضى من العمر عتيا ، وغزا الشيب السواد واحدودب الظهر وضعف البصر فأنخت راحلتك في آخر محطات العمر لتستريحي ، فمن حقك أن تستريحي وأن يمحى عن قوامك غبار السنين .
البارحة جالستها في عرينها وبدأت ألاطفها ،وكم تمنيت لو أنني الآن مكانك أيتها الجدة لما كان لي دخل في ضريبة الدخل ، فقد تقولون لي أن جدتك لا يعنيها ما يجري حولها لكني أقول لكم أن الأمر يعنيها لا بل يحزنها كثيرا أليست هي مواطنه ولها قيد نفوس في هذا البلد فمن حقها إذن أن تحزن أو تزعل لكني أشك أنها ستغضب وتخرج إلى الشارع لتعتصم وترفع باكورها في وجه الحكومة شجباً وإستنكاراً ذلك لأن جدتي مرت بأيام جد عصيبة دفعت خلالها أحلى سنين عمرها فلم تشجب ولم تستنكر .
إن جدتي لم تعتصم حينما أكلت خبز الشعير الخشن وكراديش الذرة ونحن اليوم نأكل خبز القمح النقي ونرمي فتاته في القمامة وبعدها نعتصم لإرتفاع سعره ، لم تعتصم جدتي حينما كانت تحمل حزمة الحطب على رأسها لتأتي بها إلى البيت للطبخ وللتدفئة ونحن اليوم نعتصم لإرتفاع الغاز والكاز ، لم تعتصم جدتي حينما ركبت الحمار ( أجلكم الله ) فل شعير هي وجدي وتنقلا بواسطتة من مكان إلى آخر ونحن اليوم نركب السيارة فل بنزين ونخمس ونفعط وأحياناً ندعس ونقتل وبعدها نعتصم لإرتفاع أسعار المحروقات .
فأنا مع الجدة في ماضيها فقط حينما كان الرغيف يقسم بالتساوي بين الجميع اما واليوم وقد اختلفت القسمة وأصبحت ضيزى ، ولم يصلنا من الرعيف الا الفتات فلتسمحي لي ان اخالفك الرأي لأزعل وأعتصم لأنتصر لحصتي وحصتك وستوافقيني الرأي حتما فتزعلين وتشجبين اذا ما فكرت حكومتنا الرشيدة والأمر غير مستبعد منها بان يطال هذا القانون راتبك من المعونة وتنثر الحكومة صرتك المخبأة لعقدة الكفن …
عنده ايها الجده…. احنا مالناش دخل..!!!
