من دفاتر معلمة / خلود المومني

من دفاتر معلمة

( أين تقع الكرك ؟؟!! ) .

لن يتخيل أحدكم أن هناك طالب في المملكة لا يعرف أين تقع الكرك؟ !
في أثناء شرح نص عن خالد بن الوليد كان لابد طبعا من ذكر الكرك ومؤتة. ….قفزت إحدى الطالبات تسألني : معلمتي ، وين بتيجي الكرك؟ ! وجهت السؤال للصف. …وهناك من يعرف أنها جنوب الأردن. …لكن السؤال الذي قصدت الطالبة أن تسأله : كيف تبدو الكرك؟ ! هل هي أرض وسماء كالتي نعيش عليها أم أن هناك شيء مختلف؟ ؟؟!!!!! سألت إحداهن : كيف يبدو شكل السهول والجبال والأشجار الحرجية. …و……الخ. ..لم يشاهدن في حياتهن الا الصحراء والقيعان …لا تستغربوا يا سادتي. ..فقد قالت إحداهن أن اغلبهن لم يخرج خارج حدود هذه القرية منذ ولدت. ….علينا أن نمرض لنخرج إلى المستشفى في العقبة بحالة خطرة ربما .
وجاءت فكرة الرحلة المدرسية. …..قالت إحداهن : لن يوافقوا على خروجنا بلا محرم. …لن يوافقوا على الرحلة.
وأصبحت الرحلة المدرسية ليست مجرد ترفيه بالنسبة لي الآن أصبحت قضية ومبدأ وابوك يالموت.
تناقشنا انا وزميلاتي في القضية ونفس ما كان في مسألة فتح صف التوجيهي. …..انطلقنا بيتا بيتا حسب القائمة التي تحملها كل منا. ..وحصلنا على موافقات كثيرة…..والكثير لم نحصل عليه أيضا. ……وجاء اليوم المنشود. ..ولكي يتسنى للطالبات رؤية أكبر قدر من تضاريس أرض المملكة وضعنا في المخطط الطفيلة وضانا بالذات. …حضر سائق الحافلة. …وحضرت الطالبات. .هذه أول رحلة سيخرجن بها في حياتهن ابدا. …قلن لنا : لم يحاول أحد قبلكم إقناع أهلنا. ….وقبل أن يصعدن للحافلة قام السائق بطلب مبلغ زيادة على ما اتفقنا عليه. …سياسية يتبعها الكثير وهي القبض على اليد التي تؤلمك. …كان من المستحيل تغطية المبلغ من الطالبات فقد يكون سببا في سحب الموافقة. ….قمنا بتقاسم المبلغ نحن من مصروفنا الشخصي المتواضع. ..وانطلقنا إلى الطفيلة أولا. …ولعدم معرفتنا جيدا بالطريق ما رأينا أنفسنا إلا في حدود الكرك. …سألنا السائق نريد ضانا أولا لماذا غيرت المخطط.
قال : بدكوا ضانا؟ ! ضانا تركناها ورانا! !!! ..ومرة أخرى يفرض علينا مايريد كنت أريد للطالبات رؤية مساحات أكثر من المملكة.
لن يتخيل من لم يجرب حجم مسؤولية المعلم التي يحملها على عاتقه عندما يأخذ الطلاب في رحلة! !!!! حجم القلق. ….الخوف من أي حادث أو طاريء. …الأفكار السوداء كثيرة. ….كل ذلك تلاشى أمام تلك السعادة. ..الدهشة. ….الفرح. ..الحب الذي عشنه الطالبات ذلك اليوم. …لن أنسى. ….لن أنسى ……شكرا لكل قلب صنعها. !
الرحلة المدرسية يا سادة. …سعادة لأبنائكم أكثر مما تحتمل قلوبكم !!!!

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى