ما بعد الكذب …سفاهة

” ما بعد الكذب …سفاهة ”

أحاول ضبط أعصابي و أنا أتابع مناقشات مجلس النواب للموازنة العامة … و كنت قد عاهدت نفسي أن أتجنب التعليق عليهم لأكثر من سبب …
أذكر منها عشرة فقط ….
أولا فأنا لست مقتنعا بهذا المجلس الصوري و الذي تمخض عن ولادة عسيرة لقانون مسخ لا أم له و لا أب …. و ثانيا لقناعتي الشخصية أن ما أفرزه أقل من ربع الناخبين الذين يحق لهم التصويت (27٪) لا يمكن أن يمثل الأغلبية اليائسة … و ثالثا لمعرفتي بعدم نزاهة الانتخابات و بأن هناك يد عليا تحرك الأمور كيفما تشاء …. و رابعا لأن هكذا مجلس تعود فيه نفس الشخصيات الممجوجة شكلا و موضوعا و ترث تلك المقاعد بكل صفاقة لا يمكن أن يكون صحيحا …. و خامسا بسبب ظهور بعض الشخصيات التي تمنينا لو ضربنا نيزك أنهى الوجود الانساني قبل أن نعرفها …. و سادسا ما سمعناه من كلمات هؤلاء الادعياء من أكاذيب عفا عليها الزمن و تعاد بنفس الصياغة و الاسلوب …. و سابعا ما شاهدناه من تعامل بين من باتوا قسرا يمثلوننا بهجوم متبادل في اغلب الاوقات و ربما تعارك و مضاربات بين الحين و الآخر …. و ثامنا لم نعد نفهم من أين أتى هؤلاء و ماذا يريدون …. و تاسعا لا نستطيع أن نهضم نكاتهم السخيفة و لا أن نصدق جعجعتهم الفارغة …. و عاشرا … لم أجد أسوأ من النواب سوى ردود الحكومة ؟!
ليس بعد وصف الكاذب الأشر الذي يكذب لأجل الكذب و يعرف تماما أن ما يقوله كذب و إفتراء و يستمر في طرح نفس الكذبات مرة تلو المرة ليقنعنا بأنها حقيقة …. إلا بأنه ” سفيه”.
و لكي لا نتورط مع أحبتنا …فكلمة السفاهة ليست قدحا و ذما بل صفة وصفية لحالة مرضية من عدم القدرة على التوقف عن الكذب… تشابه كثيرا حالات الادمان و التي يصعب علاجها.
لم أعرف أن لدى الفريق الحكومي أعضاء بطبيعتهم الغريزية حديثهم عبارة عن سيل ساخر من المواقف سواء في تشخيصهم للمشاكل أو في تقديمهم للحلول … صدقا وجدت أن مجلس النواب بكلامهم الفارغ و استعراضاتهم الكلامية التي أمعنت في السطحية و إبتعدت عن أي قضية جوهرية …كانأفضل بكثير من ردود بعض أعضاء الفريق الذين أجبرونا على أن نغمض أعيينا و نتمنى أن يكون ما سمعناه حلما ثقيلا بعد إغفاءة و نحن نتابع كلمات السادة النواب التي لم تطعم أيا كان من جوع و لم تؤمن أحدا من خوف .
هل وصلت بنا السفاهة لأن نستمع لكلام فارغ بتخفيض الضرائب على مواد مكتبية و مستحضرات تنظيف في خطاب الموازنة التي جاوز فيها العجز كل الخطوط و وصلت المديونية لأرقام غر مسبوقة … و بعد ذلك يسخر منا التافهون و السفهاء و يخرجوا جميعا يصفقون للبطل الهمام و يطبعون على جبهته القبلات و كأن كل ما سمعنا من كذب كان يتحدث عن دولة الكيان الصهيوني …
و أصعب شعور أننا ادركنا أننا مجموعة من ” المغفلين” تابعنا عرضا مسرحيا رخيصا … و لكننا سندفع ثمنه قريبا !!

” دبوس عالسفاهة ”

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى