عائلة الجندي ” معارك ابو تايه ” : ابننا بريء

سواليف

تؤكد عائلة الجندي الأردني معارك أبو تايه -المدان بقتل ثلاثة مدربين عسكريين أميركيين العام الماضي- على براءته، وتطالب بإلغاء الحكم الصادر بحقه. وتتهم عشيرة الحويطات الحكومة بـ “التستر على الحقيقة” وتعتبر ابنها كبش فداء.

وتقول العشيرة إن الحكومة تخفي تفاصيل الحادث التي من شأنها تبرئة أبو تايه (39 عاما) الذي أدين في يونيو/حزيران الماضي بقتل ثلاثة أفراد من القوات الخاصة الأميركية وهم الرقيب ماثيو سي ليولين (27 عاما) من كيركسفيل بولاية ميسوري، والرقيب كيفين جاي ماكينور (30 عاما) من توكسون والرقيب جيمس إف موريارتي (27 عاما) من كيرفل بولاية تكساس.

وكان العسكريون الثلاثة من ضمن فريق في برنامج تديره وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي أي) لتدريب أفراد جماعات المعارضة السورية في الأردن، عندما تعرضوا للقتل عند بوابة قاعدة الملك فيصل الجوية في الجفر جنوب الأردن في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2016.

وأصدر المستشار بالديوان الملكي الأردني لشؤون العشائر وأحد كبار وجهاء قبيلة الحويطات صايل أبو تايه بيانا أوائل الشهر الجاري أصّر فيه على أن الجندي أبو تايه اتبع قواعد الاشتباك، حيث إنه اعتقد أن القاعدة العسكرية كانت تتعرض لهجوم من جانب مهاجمين مجهولين.

وتتناقض رواية عائلة الجندي الأردني -لتفاصيل الحادثة التي أدت إلى إطلاق النار على العسكريين الأميركيين الثلاثة- بشكل حاد مع الرواية الرسمية لنفس الحادثة.

الوجيه أبو تايه
الوجيه أبو تايه -وهو أحد أقارب الجندي الأردني- اتهم شخصيات بارزة في الحكومة بـ “التستر” واستخدام قريبه “كبش فداء” من أجل التخلص من الضغط الأميركي والتغطية على فشلها الأمني.

ويقول إن ما حدث في ذلك اليوم عبارة عن مزيج من الفوضى والاضطراب الذي أدى إلى إطلاق النار المأساوي “وإننا نشعر بالحزن على مقتل الأميركيين في هذه الحادثة، ولكن معارك لم يكن قاتلا”.

وقد حصلت الجزيرة على العديد من وثائق المحاكم الأردنية، بما في ذلك بيان من الجندي أبو تايه نفسه، ومن أقوال الشهود الرئيسيين، والذين قالوا جميعهم إنهم سمعوا أصوات إطلاق نار دون تحديد الجهة أو السبب الذي أثار سلسلة الأحداث التي تلت ذلك.

كما أنهم أشاروا إلى تبادل إطلاق نار كثيف بين الجنود الذين يدافعون عن بوابة القاعدة العسكرية و”مهاجمين مجهولين” كانوا يركبون سيارات قادمة إلى القاعدة ويطلقون النار عليها.

بيد أن رقيبا عسكريا أميركيا رابعا تم حجب اسمه كان برفقة العسكريين الثلاثة القتلى، ونجا من الهجوم، وصف تفاصيل الحادثة بشكل مختلف، وذلك في تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية في يوليو/تموز الماضي. ويقول إن عيارات نارية انطلقت من موقع الحراسة أدت إلى إثارة إطلاق للنار الذي أدى إلى مقتل الأميركيين الثلاثة.

الأميركي الناجي
وقال الرقيب الأميركي وهو الناجي الوحيد “إننا واصلنا الصراخ باللغتين الإنجليزية والعربية بالقول إننا أصدقاء، لكن الجندي الأردني واصل إطلاق النار”. وأضاف “إننا أدركنا في النهاية أنه لم يكن حادثا عرضيا”.

وقد نشر الجيش الأردني ومكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي “أف بي آي” شريط فيديو مدته خمس دقائق في يوليو/تموز الماضي يظهر أن قافلة السيارات التي يقودها العسكريون الأميركيون توقفت عند البوابة بانتظار السماح لها بالدخول عندما انطلقت النيران.

ويُظهر تقرير الفيديو العسكريين الأميركيين وهم يقفزون من سياراتهم بينما يواصلون إطلاق النار ويهرعون للاختباء خلف حواجز خرسانية، وأنهم كانوا يلوحون لاحقا بأيديهم في الهواء لوقف الهجوم. ويظهر شريط الفيدو الجندي اأبو تايه وهو يطلق النار تجاههم من بندقيته الرشاشة محاولا الإجهاز عليهم.

وقال جيمس آر موريارتي (والد أحد الجنود القتلى) للجزيرة إنه يتفهم إصرار عائلة أبو تايه على براءته، وذلك “لأنهم تلقوا معلومات خاطئة من الحكومة الأردنية”.

والد ضحية
وقال والد الضحية موريارتي “لكن هذا لا يغير من حقيقة أن الجنود الأميركيين الثلاثة قتلوا بدم بارد” على يد الجندي الأردني.

وأضاف أن ابنه قال بوضوح إنه لم يكن يشكل تهديدا، بل إنه تحدث إلى أبو تايه أثناء إطلاق النار معرّفا بنفسه بأنه صديق وأنهم أميركيون. وقال موريارتي “إن ابني قُتل عمدا”.

كما اتهم موريارتي الجنود الأردنيين الآخرين الذين كانوا عند البوابة بأنهم لم يفعلوا شيئا لوقف إطلاق النار على الجنود الأميركيين.

وأشار تقرير للجيش الأميركي يحقق بالحادثة الى أن الجنود الأميركيين اتبعوا الإجراءات المعمول بها وهم يعبرون بوابة القاعدة العسكرية.

ولم تنجح المحاولات المتعددة للوصول إلى المتحدث باسم الحكومة الأردنية محمد المومني، للحصول على رد رسمي على اتهامات عائلة أبو تايه.

وقال مصدر في السفارة الأميركية بالأردن إن المحاكمة أكدت أن أعضاء الخدمة الأميركية المقتولين اتبعوا جميع الإجراءات المتبعة لدى وصولهم بوابة القاعدة العسكرية يوم وقوع الحادث.

وأضاف ذلك المصدر بالقول “إننا مطمئنون لرؤية مرتكب الجريمة يمثل أمام العدالة”.

ولم تتمكن الجزيرة من تأكيد العديد من ادعاءات الوجيه أبو تايه بشأن مسؤولي الحكومة الحاليين أو السابقين.

وقد أطلقت والدة الجندي الأردني شريط فيديو يتهم الحكومة باستخدام ابنها كبش فداء.

وتقول إن ابنها كان محترفا بشكل شامل وجنديا مخلصا ولم يتبن أبدا أي معتقدات متطرفة قد تقوده إلى قتل الجنود الأميركيين.

وناشدت والدة الجندي الملك عبد الله المساعدة في إطلاق سراح ابنها “البريء”.
المصدر : الجزيرة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى