سوء إدارة الدولة الفرنسية في عهد لويس السادس عشر

سوء #إدارة #الدولة_الفرنسية في عهد #لويس_السادس_عشر
موسى العدوان
في كتابه ” المتطلبات الدستورية والقانونية لإصلاح حقيقي ” يقول الأستاذ الدكتور محمد الحموري ما يلي وأقتبس :
” في عهد لويس السادس عشر، تطورت #انحرافات الحكم وفساده، وأخذت أنماطًا غريبة، من أجل حصوله على المال. ذلك عندما أصبحت حصيلة الضرائب غير كافية لتغطية نفقات لويس وأوجه بذخه، وكذلك إغداقه على المقربين، وتزويد زوجته بما يغطي تكاليف الغالي من الملابس والمجوهرات، وتغذية متطلبات بذخها.
استشرى بيع لقب الوزير ، للتمتع بالامتيازات الاجتماعية لهذا اللقب، حيث كانت تسعيرة لقب الوزير ( 120 ) ألف جنيه، حتى وصل عدد الوزراء الوهميين أو الصوريين، في عهد لويس ممن اشتروا اللقب ( 900 ) وزيرًا وهميًا أو صوريًا ، حصلوا على اللقب عن طريق الشراء.
ومع عدم كفاية حصيلة الضرائب وبيع المناصب، وما يتأتى من وضع اليد على الأبواب الموصلة إلى المال، فإن الملك لم يعبأ بحجم الدين الذي ترزح تحته الخزينة، ويثقل كاهل الشعب الفرنسي، فأخذ باللجوء إلى الاقتراض لتمويل بذخه وبذخ زوجته. ففي 11 / 11 / 1787، أمر لويس باقتراض ( 120 ) مليون جنيه.
رفض برلمان باريس بالأغلبية الموافقة على القرض، وعندما أعلمه المستشارون أن القرض من غير موافقة البرلمان يصبح غير قانوني، قال : ( يكفي أنني أريده ليصبح قانونيا )، لهذا أصدر أمرا بحبس أعضاء البرلمان المعارضين.
وفي 11 / 3 / 1788 وجه له أعضاء البرلمان رسالة يقولون فيها : ( إن القوانين التعسفية التي أصبحت سائدة، تنتهك الحقوق التي لا يجوز انتزاعها من أصحابها … إن الملوك يحكمون إما بالقهر وإما بالقانون … والشعب يطلب من جلالتكم أعظم خير يمكن لأي ملك أن يعطيه لشعبه وهو الحرية ). ولكن لم يكن هناك من مستجيب.
ومع استشراء الفساد وتدهور الأوضاع، وانتشار الفقر والحاجة، اصبح ناب الجوع ينهش البطون، وأخذ الناس يجأرون بالشكوى. وحدث عام 1788 أن استغربت الملكة / الإمبراطورة ماري أنطوانيت زوجة لويس، هيجان الشعب الفرنسي. وعندما أعلمها زوجها أن سبب الهيجان هو شح الخبز، تفتقت عبقريتها عن الحل، الذي لم يخطر ببال أحد غيرها، وقالت: ( إذا كان الناس جوعى بسبب عدم وجود الخبز ، فلماذا لا يأكلون البسكوت ؟ ). وما كان لهذا الحال أن يستمر فانفجر بركان الثورة، وكان بداية الانفجار من صالة الرياضة المجاورة لقصر فيرساي.
وفي 14 / 7 / 1789 قام الشعب الفرنسي باقتحام قلعة سجن الباستيل وهي قلعة يبلغ ارتفاع جدرانها (100 ) قدم وسمكها ( 30 ) قدمًا، ويحيط بها خندق عرضه ( 75 ) قدمًا.. وكان الباستيل يمثل قلعة الظلم والاستبداد، ويرمز في ضمير الشعب الفرنسي إلى السجون والزنازين الخفية، التي يرسف في أغلالها ضحايا القهر والسلطان المطلق. وأصبح اقتحام الباستيل في 14 / 7 من كل عام عيدا وطنيا لفرنسا حتى هذا اليوم “. انتهى الاقتباس.
* * *
التعليق :
كانت #الثورة_الفرنسية، التي وقعت عام 1789، وامتدت لعشر سنوات، من أهم الأحداث التي وقعت في العصر الحديث. إذ غيرت مسيرة التاريخ، وأدت إلى انهيار #أنظمة_الملكيات المطلقة والأحكام #الديكتاتورية، وأسست لأنظمة الحكومات الجمهورية، والاعتراف بحقوق الإنسان، والمساواة بين الجميع، فامتد تأثيرها لمختلف أنحاء أوروبا.
من أهم أسباب تلك الثورة، غياب #العدالة_الاجتماعية، وتحكم طبقتي النبلاء ورجال الدين بطبقة العمال وعامة الشعب. علمًا بأنالأخيرة تشكل غالبية المجتمع.وهكذا تحتكر الطبقتان الأولتان الوظائف، وامتلاك الأراضي، ووسائل الإنتاج، وعدم دفع الضرائب.
تقدم العمال بشكواهم إلى الملك، ولكنه لم يستجب لهم، إذ كان مترددا ضعيف الشخصية، ومسلوب الإرادة من قبل زوجته، التي كانت غارقة في اللهو والبذخ، بينما كان الشعب يتضور جوعًا، كما تواجه الدولة أزمة اقتصادية كبرى. فتضاعفت المظاهرات والاحتجاجات، كانت نهايتها أن أعدم الملك، وتبعتعه زوجته الإمبراطورة في تلك النهاية المأساوية.
التاريخ :7 / 1 / 2022

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى