” الولي الفقيه .. خبيثٌ و داهية ، أم مظلومٌ منكسر ؟ ” / محمود الشيوخ

أتساءل بكل حسن نية ، كيف نشأ تنظيم داعش في العراق و سوريا تحديداً ؟ كيف كان المتطرفون السنة هم الوجه الخارجي و القالب الظاهر فيه ؟ و كيف تم استخدام هؤلاء الذين تطرفوا لشدة اضطهادهم من قبل الحكومات الطائفية في العراق و سوريا كدمى تشهرها الشاشات العالمية ؟

لماذا أحدثت نتائج الحرب مع هذا التنظيم فائدة أسطورية للأصوليين الشيعة من أتباع الولي الفقيه في العراق و سوريا ؟ كيف تم تفتيت
الوجود الديموغرافي السني و تغيير الخارطة الديموغرافية بأكملها لتصبح هاتين الخارطتين ( عراقاً مفيد و سوريا مفيدة ) بأيدي الولي الفقيه ؟ و كيف تم مأسسة جيش طائفي جديد تحت لواء الجيش العراقي كتثبيت للقوة الطائفية التي تعلن ولاءها للولي الفقيه مباشرة ، لقرون تالية و تحت غطاء شرعي ؟ كيف تم شق الصفوف العربية من قبل الفارسيين بهذه الطريقة العبقرية ؟

لماذا جلب هذا التنظيم للمناطق السنية كوارث لن تخرج منها لقرن كامل ، في حين أنه واصل مسلسل التفجيرات المعروف لبعض المناطق الشيعية بين الفترة و الأخرى ، و لم يؤثر عليها على المستوى البعيد الا على الناحية الاقتصادية التي لم يقدر ان يستثنيها منها ، بصفتها جزءاً من المنطقة ككل ؟
و من هو الخاسر سمعته أمام العالم و الذي بات يُرى على أنه الوحش العنصري ، السنة أم الشيعة ؟ و من هو كذلك من الطائفتين الذي بدا للعالم على هيئة صاحب السلام الذي يدافع بعفوية عن أرضه ؟

كيف انهزم الجيش العراقي بكل هزلية في الرمادي و صلاح الدين ، و في الموصل تحديداً أمام مثل هذه العصابات و ترك عتاده الثقيل خلفه فاستخدمتها لضربه ؟ ألم يكن بإمكانه حرقها قبل الخروج حتى لا تصير القنبلة التي تتهدم به مناطقه ؟ كيف تمت عملية احتلال دير الزور و الرقة بتلك السرعة الخيالية ؟ لماذا هرب النظام السوري من تدمر تاركاً خلفه سلاحاً يمكن هذا التنظيم من فتح جبهات حرب دولية ؟ و لماذا تترك مدينة مثل تدمر و آبار نفطها و غازها التي تمثل الداعم الإقتصادي الأكبر للتسليح و لخوض غمار الحرب ؟

مقالات ذات صلة

لماذا كانت الاشتباكات بين التنظيم و النظام السوري موسمية و لا تأتي إلا على شاشات النظام السوري و حلفاءه ولا يظهر بها إلا مشاهد المركبات الصغيرة التي تركها مقاتلو التنظيم خلفها ، و قمصانهم ، و أحذيتهم ؟ و لماذا عاد النظام أخيراً لتكرير تسليح داعش و تسليمه تدمر ، بعد أن بدأ الأخير بالتعرض لحملة عنيفة من الأكراد و بدعم من التحالف ، في الحين الذي لم ينحسم به المشهد السوري لصالح الأسد فيستغني عن خدمات التنظيم ، و يترك مقاتليه فريسة لأفكاك العالم التواقة للسلام ؟

لماذا ضرب الإرهاب أغلب أعداء حلف المقاومة و الممانعة و لم يضرب أي من الدول المؤيدة له ؟ لماذا ضرب الولايات المتحدة الأمريكية و فرنسا و بلجيكا و مصر و السعودية و الكويت و الأردن ؟ لماذا لم يضرب ايران و الجنوب اللبناني و روسيا و الصين ؟
فهل روسيا ( دولة العصابات و الحروب الكثيرة المفتوحة مع جوارها ) أقوى أمنياً من الولايات المتحدة ؟ أم أن أمن أيران أشد ثباتاً من أمن فرنسا ؟ و هل يقارن أمن الجنوب اللبناني بأمن السعودية و الكويت و الأردن و مصر ؟

هل تحتاج الولايات المتحدة الأمريكية التي احتلت العراق جهاراً نهاراً و دون أن تخجل من أحد لكل هذا المسلسل لتعلن اغتصابها لأرض تركتها بعدما مصت دماءها و خربتها ؟ ثم إن الكيان الصهيوني الذي فشل في عام ٢٠٠٦ من القضاء على حزب الله و حماس كما نوى و مني بخسائر فادحة ، هل من مصلحته أن يفتح جبهة حرب مع القوة الفارسية المجنونة و القوة الروسية الشرسة التوسعية في ( سوريا المفيدة و المياه الدافئة ) ، و التي تتطلع لاستعادة مجدها السوفييتي بدءاً من وجبتها السورية الدسمة ؟
و هل يخجل الإنجليز الذين حكموا العالم بالسوط طيلة قرون من أن يرفعوا هذا السوط على جسد العرب و يحجموهم بابتكار لعبة مثل حدث الحادي عشر من سبتمبر ؟ هل يحشرون أنفسهم بلعبة تحتال على العرب السنة و تمشي تحت مرآهم ، بعد أن لم تعد تعنيها أعينهم المجردة ؟ و هل تخرج هي و الولايات المتحدة بهذه الطريقة الخاسرة المهينة أمام روسيا و الحرس الثوري و شرذمة النظام السوري ؟ هل تخرج مهزومة شر هزيمة على يد تحالف تقوده بيدها ، و تترك لروسيا و للولي الفقيه كل تلك المائدة ، إن كانت تشتهيها ؟

السؤال الأكثر إلحاحاً ، من هم المستفيدون الوحيدون من كل ما جرى في الأرض العربية ، العرب أم روسيا و الفارسيين ؟

أنا أتساءل ، و يجيبني أحد الآتين من كهوف السطحية بأن إساءة تأويل نصوص الدين هو السبب ، و يجيبني الآخر العارف بالحقيقة المطلقة أن اسرائيل حاولت هدم نظام كهل مثل النظام السوري لإنه سيف سيبتر عنقها بعد خجله الطويل أمام سرقة الجولان .

فأبتعد بتساؤلاتي ، و أضحك باكياً على كل هذه العيون التي فقأها
الجهل ، و أعمتها شهوتها للأسطوانة المتكررة عن رؤية ما لا تحب أن تفهمه !

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى