التوجيهي والحلم الأردني ،،، 1 / د. خالد حُسين العمري

التوجيهي والحلم الأردني ،،، 1

الإمتحانات العامة التي تعقدها الدول تكون ذات هدف أو أهداف متعددة، وامتحان الثانوية العامة في بلدنا الغالي هو ذو الأهداف المتعددة، خذ عندك… من أجل القبول في الجامعات، من أجل تصنيف العاملين والموظفين حسب نظام الخدمة المدنية، من أجل الترفيع في القطاع العسكري لرتب الضباط، من أجل الزواج أحياناً، من أجل الحصول على كيلو قطايف قبل الآخرين في رمضان.
ماذا لو قررت وزارة التربية والتعليم إلغاء إمتحان التوجيهي؟ وقالت للجامعات وديوان الخدمة المدنية، وغيرها من القطاعات أنا لست المسؤول عن قبولاتكم، ولا عن تعييناتكم وتصنيفاتكم، فليحمل كل منكم مسؤوليته، الوزارة مسؤولة عن تعليم الطلبة وتخريجهم حتى الثاني الثانوي، وما ينطبق على الأول الثانوي سينطبق على الثاني ثانوي، ويالله دبّـروا حالكم. أنا كوزارة أحمل عبئاً وحملاً نيابة عنكم فما ذنبي؟ وأقع دائما في خانة اللوم والمساءلة! وهذا قرار نهائي لا رجعة عنه.
بداية ستتأثر سلباً ما تسمى بالمراكز الثقافية والقائمة أصلاَ على تدريس طلبة التوجيهي، وكذلك المدرسين الخصوصيين فلن يعود هنالك حاجة ملحة لهم، وكذلك ما يسمى بالكورسات أو الدوسيات، ولن يكون هنالك تنقل للطلبة من مدرسة لأخرى وقت الامتحانات، ولن تستمر المدارس التي ….. (تجذب) الطلبة مرتفعي التحصيل بالمنح بما تقوم به، ولن يكون هناك من يروج لأسئلة متوقعة،،، الخ.
وقطعاً ستكون هنالك بدائل فستقوم الجامعات بعقد امتحانات قبول لها، أو ستنوب عنها وزارة التعليم العالي أو جهة أخرى، وستكون هذه الامتحانات تتطلب من المتقدمين معارف ومهارات وقدرات تتناسب مع التخصصات التي تدرسها سواء كانت تلك القدرات عامة كالرياضيات واللغة، أو قدرات خاصة حسب التخصصات، وبالتالي ستكون فرص الطلبة أكثر عدالة، وأكثر ضبطاَ، أكثر عدالة لأن الجامعة ستحاكم قبول الطلبة بناء على التخصص الذي يتم التقدم له، وأكثر ضبطاً لأن الجامعات ستعقد امتحانات القبول في قاعاتها ومدرجاتها. وسيقوم ديوان الخدمة المدنية بإيجاد آلية أخرى لتصنيف الموظيف قد تكون مبنية على مستوى الإتقان في الأداء للموظفين في مواقعهم المختلفة في الثلاثة أشهر الأولى من عملهم، وحتماً سيجدون في القطاع العسكري آلية ترفيع لرتبة الملازم الثاني غير الثانوية العامة.
وبالتأكيد لن يكون هنالك حالات الطوارئ عند الطلبة، والأهالي، والمدرسين، والأجهزة الأمنية، ووزارة الصحة، ومحلات الكنافة، وبائعي الألعاب النارية. أرأيتم الوفر الإقتصادي عند إلغائه؟ أريتم كم عدد الذين سيرتاحون عند إلغائه؟ أرأيتم كيف ستختلف الحياة عندما تتحمل كل جهة مسؤوليتها؟ أرأيتم ما أحلى حياتنا بلا توجيهي؟ إنه حلم كل أردني ،، لو كان وصفي التل حياً ورأى ما يقود إليه اختبار التوجيهي ،،، لأصبح الحلم حقيقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى