الشاعران البتيري والقسوس يستذكران «الوطن» في منتدى الرواد الكبار

عمان- سميرة عوض – قرأ الشاعران علي البتيري ونزيه القسوس ثلة من القصائد تستذكر الوطن، وأخرى تحاكي الربيع العربي، وقلة منها تمر بالأجواء الرومانسية، في أمسية شعرية أقامها منتدى الرواد الكبار مساء «الثلاثاء»، أدارتها سلوى الدريعي، وحضرها أعضاء وأصدقاء المنتدى، استهلت بكلمة لرئيسة المنتدى هيفاء البشير، قالت فيها «أول أنشطتنا الثقافية الشتوية نلتقي مع شاعرين معروفين يجمعان بين الشعر الموجه للكبار والشعر الموجه للصغار، إضافة إلى اهتمامهما ودورهما الإعلامي والثقافي وهما الشاعر علي البتيري والشاعر نزيه القسوس».
من جهته قرأ الشاعر علي البتيري عدة قصائد هي على التوالي: قصيدة «البوق» وتحكي عن نهاية فرعون مصر، وقصيدة «واجهونا»، وقصيدة «للنخيل قمر واحد»، ومقاطع من قصيدة «الكلمات الأخيرة في دفتر الشهيد الأخير»، كما قرأ قصيدة «قنديل في الذاكرة».
ومن قصيدة «واجهونا» والتي وجهها للأهل في الأرض المحتلة يقول البتيري:
«اكسروا كل الثريات بسقف الشعراء الحالمين
اقرعوا في الغرف المغمى عليها أجراس الوصول
علقوا في الداخل المظلم قنديل الدم العالي
ودقوا بعظام الشهداء
في خلايانا الطبول».
ويذهب البتيري في قصيدته «للنخيل قمر واحد» لأجواء تدعو للتضامن والوحدة العربية وتحذر من استقبال المجتمع الغربي للربيع العربي، وما يضمره الغرب للشرق من نوايا:
«إنهم يبتلون لنا مدنا من رمال معلقة في الهواء
نوافذها من جراح الخيول
مضاربها من جلود الضحايا
وأوتادها من سيوف ممرغة في الوحول».

وجاء في قصيدة البتيري: «الكلمات الأخيرة في دفتر الشهيد الأخير»: أذكرُ، قبل رحيلك عنا بليالٍ معدودات/ فجّرت شرايين الأرض المحرورةِ/ فانفجرت كتلاً من لهب/ في أعيننا الظمأى جرت الأنهارْ.. تتدفق بالنور، فعمَّ الخصب وفاض القمحُ على عتبات الفقراء../ أذكر حين نقشت على ساعدك الأيمنِ… وشم الثورةِ/ وانطلقت من صدرك كل عصافير النارْ…».
وأختتم البتيري باستحضار جده لأمه في قصيدة «قنديل في الذاكرة»، وهي قصيدة قصيرة يتحدث فيها عن خوف جده من أن يأتيه الموت ليلا فلا يمهله قليلا ليرد على وجه فلسطين السلام، ومنها:
«لا أحب الموت أن يأتي بنومي
مثل لص يرتدي ثوب الظلام
يقبض الروح ويمضي
تاركا جثمان عشقي في المنام
دون أن القي على وجه فلسطين السلام».
من جهته قرأ الشاعر نزيه القسوس مجموعة من القصائد تراوحت بين القصائد الرومانسية، وتلك التي تحكي عن الوطن، وهي على التوالي: «الثورة الأكبر شعر»، «أشجان أردنية»، «وماذا بعد يا وطني»، واستهل قراءاته بقصيدة اتجهت إلى الأجواء الرومانسية المفعمة بالعواطف خاصة تجاه المراة عنوانها: «كوني الحياة» ومنها: «كونـــي كنبع دافــق عذب/ يجري برفق دونما صخبِ/ كونــــي كصبح باسم ألق/ ينهي الظلام بجيشـه اللجب/ كونـــي كقلــب نابض أبدا/ أو غيمـــة تعطي بلا سبب».
ومن قصيدته «الثورة الأكبر»: «وما زلنا/ بلا قمح / ولا خبز/ ولا سكر/ ومال النفط أنفقناه/ في أشياء لا تذكر/ نزور عواصم الدنيا/…/ بلاد العرب ما زالت/ بهذا العالم الأفقر/ شعوب هدّها الطاعون/ …./ بلاد العرب يحكمها/ رجال الجيش والعسكر/ ويبقى الواحد الأوحد/ على الكرسي هو الأكبر».
ويقول القسوس في قصيدته «أشجان أردنية» التي أهداها إلى مدينة الكرك: «إن التعلـــــق بالآمال ينسينا/ مر الفراق ودمعـــا في مآقينا/ فالشوق يعصف من إشراقة ومضت/ والقلب يخفق من ذكرى ليالينا/ والذكريات تناجينا على أمل/ يا ويح قلبي ويـــا ويح المحبينا».
ويتساءل القسوس في قصيدته: «وماذا بعد يا وطني»: «وماذا بعد يا أسطورة الزمن / وعن ماذا سنكتب للأجيال/ والتاريخ والأمم/ فقد كنت الذي أعطى/ ولم تبخل ولم تهن/ وكنت بشعبك الأقوى/ ولم ترهب من المحن/ …/ وماذا بعد يا وطني/ فقد ضاعت فلسطين/ ولم نصحُ من الشجن/ خذلنا شعبنا المسكين/ في يافا وفي القدس».
ويذكر أن الشاعر نزيه القسوس المولود في الكرك 1942، كاتب صحفي يومي في الزميلة «الدستور» منذ بداية العام 1996 ولا يزال، عضو هيئة تحرير مجلة براعم عمان الخاصة بالأطفال والتي تصدر عن أمانة عمان الكبرى، صدر له عدة دوادوين شعرية منها: يوميات حزيران / 1972، أُغنيات للحب والوطن/ 2000، عرس الأرض/ 2003، كما أصدر عدة دواوين شعرية للأطفال منها: بساط الريح/ 1999، وطني الأجمل/ 2004، والفصول الأربعة/2011.
ويذكر أن الشاعر علي البتيري المولود في بتير العام 1945، أصدر عدة دواوين شعرية منها: لوحات تحت المطر/1973، المتوسط يحضن أولاده/ 1981، وأصدر دواوين الأطفال: القدس تقول لكم 1983، أطفال فلسطين يكتبون الرسائل/ 1984، فلسطين يا أمي/ 1986، صوت بلادي/ 1990.

أ.ر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى