رحيل عيد ميلاد جديد
من عصفوره على شرفة الدار زقزقت قبل اذان الشمس..حين تغفو الغيوم تحت زرقة السماء في لحظة قمرية معتاده..نمزق ماضي اخر من دفتر ماضينا الطويل لنرحب بأتٍ من حلكة القادم الينا..فنسندوا اجسادنا لكي نتهيئ له مترقبين دور من فينا الراحل..
فنأخذوا تنهيدة طويله وزفيرا اطول وسعادة مؤجلة باننا فزنا بيوم اخر علي هذه الارض المؤقته..
لنعيد ذات الاخطاء ونتجنب ذات الصواب ..نكسب يوما اخر لنعبد ذات الفرد ونسلك ذات الطريق التي اخطأناها..
نتنفض في حماماتنا كالابطال ونمشي طريق الحارة كما يريد شرطي المرور ان تكون خطانا ونرسم ذات الضحكة المطلوبة منا وحين انتهاء وقت الدوام كل منا يعود منزله مهترئ التجاعيد متعب من زيف الضحك..
نفتح دفتر الثلاثين بايدينا لكي نمحو كل قصص الحب الملوثه التي خضناها بالعشرين لنجد ذواتنا نعيد ذات القصة مع نفس الشفاه لنطعن بخنجر العشرين ثانيةً..
نعم ،صدق من قال من لا يتفن فن الاهتمام فلا يحب ولا يتحدث عنه بالاصل..لكن شكرا لهذا العمر المتقلب الذي مازال يقلب القلب كيفما هو شاء ليكثر من نضجه وندباته فلا يعرف حينها الا النبض وفقط..
شكرا لجارتي التي كانت تفوقني بالعمر عقودا لكنها كنت اجمل مغامراتي بالحب وكانت اجمل كتاباتي حينها..كزنبقة الربيع واقحونة العمر تفوح بايام العمر الى الان وكانها عشرينية لا تهرمْ..
شكرا لطفلة لهثت قربي فصددتها بدعوى اني لا احب الاطفال فتركت ماء نار بالصدر يحرق ما تبقى لي من عمر علي هذة الارض
شكرا لاخطائي وطيشي الصبياني وجدائل كلماتي المرهونه بوجه الحبيبة من خلف الشباك فما خرجتْ
شكرا لمسترجلة سليطة اللسان كان غضبها هو اول الحب..فغلفتُ بعيد ميلادها كتاب العمر..حتي قتلت فيي ساعي البريد..فضاع العنوان.
شكرا لبلاد عروبتي التي ما خلت للاعراب من وطن..فافرغت التاريخ منا واسكنونا سياج الخيانة والهروب…نستمر ارقاما تملأ خانات لا قيمة لها..ومستقبل بلا معالم مدفون في حاضر مخزٍ..جالسين علي اطلال الماضي نتحسر لا اكثر!!
شكرا لثلاثينتي الجديدة ..فأنت الحبيبة والوطن والطفله!!
