البجعة البيضاء
بأوروبا حتى القرن السابع عشر كان مصطلح البجعة السوداء يستخدم للتعبير عن كل شيء مستحيل , لوجود اعتقادٍ كان سائداً بذلك الوقت بأن كل البجع حول العالم أبيض اللون ووجود بجعة سوداء هو ضرب من الخيال
واستمر ذلك لغاية القرن الثامن عشر حتى تم اكتشاف وجود البجعة السوداء الحقيقية باستراليا ليصبح مصطلح البجعة السوداء نفسه يستخدم كرمز بأنه لا وجود لما يسمى بالمستحيل .
( رمزية توقع اللامتوقع ) , التي استخدمها الكثير من المحللين والكتاب كمثال سياسي وواقعي للأحداث التي غيرت مجرى التاريخ كأحداث الحرب العالمية الاولى , واحداث 11 سبتيمبر وغيرها من الاخبار المفاجئة التي تعتبر كبجعة سوداء ، ذلك الظهور المفاجئ لحدث غير مجرى التاريخ ولم يكن بالحسبان .
لكننا كسرنا كل التوقعات حتى اصبحت بجعتنا السوداء الحقيقية اليوم هي البجعة البيضاء .
فقد ملئنا بحيرتنا بالبجعات السوداء , حتى اصبح وجود بجعة بيضاء امراً مستهجنا وغريباٌ في الحقيقة .
فبين كل تلك البجعات السوداء والاحداث المفاجئة التي تغير تاريخنا يوميا لم نعد نشعر حتى باي مفاجئة او استغراب .
قتل سفير في دولة باسم الدين , ظهور جماعة مسلحة تقتل الابرياء باسم الحرية , حرب جديدة على دولة هناك , وقتل مئات الابرياء على يد اولئك الذين من المفروض انهم مسؤولون عن حمايتهم .
كل تلك الامور اصبحت تمر امام نظرنا وكانها امر طبيعي .
لم يعد الامر الغير طبيعي يثير أي صدمة او حيرة بالنسبة لنا .
ملئنا بحيراتنا بالبجع الاسود حتى اصبح الابيض منها نادرة الوجود
واصبحت نظرية توقع المتوقع هي الغير متوقعة .
