البحث في أسباب مانحن فيه / د. عساف الشوبكي

البحث في أسباب مانحن فيه

قال الله تعالى
(وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ *وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ *)

وقال الله تعالى
(الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ)

وقال رسولنا وحبيبُنا محمد صلى الله عليه وسلم
(لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً وتروح بطاناً)

هل نحن حكومات وأفراد اتبعنا ما جاء في كتاب الله جلَّ وعلا وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام؟ أم اننا خالفنا وابتعدنا وهذه نتيجة ما اقترفناه؟
هل نأكل الربا حكومات وجماعات وأفراد؟
هل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والدول المقرضة تمنح حكوماتنا قروضاً حسنة بلا فوائد؟
أين علماؤنا والمفتون الا يعلمون بان الحكومات تأكل الربا؟
لماذا لا ينطقون بالحق ناصحين ؟ وها هي النتائج نحن على حافة الهاوية والمحق المحق الاكيد.
من احل الربا لنا وعندنا عشرات البنوك الربوية؟ وقد (تشنشل) الناس بالربا.
ماذا لو اخرج الناس زكاة اموالهم لصندوق زكاة امين بقانون زكاة ملزم ؟ هل يبقى عندنا فقرا؟

هذا النموذ الحي في زمن خلافة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه عندما حكم شرع الله وحكم بالعدل وفعّل ركن الزكاة في مدة لم تتجاوز السنتين
يتجول المنادي في الطرقات، و ينادي ، و يقول:
– من يريد الزواج .. زوجناه .
– من يريد أن يبني بيتا .. بنيناه له .
– من عليه دين .. قضيناه له .
– من يريد ان يذهب إلى الحج ، أو يعتمر .. أخذناه .
هذه العبارات .. لم ينطق بها أحد في عصرنا الحالي ، و لا في عصر النهضة الأوروبية !!
و لم ينادى بها أحد فى الدول النفطية الغنية !!
بل هى اوامر الخليفة الذي مات ، و عمره 40 عاما فقط ..
إنه الخليفه الأموي : عمر بن عبد العزيز – رحمه الله – .
جاؤوا إليه بأموال الزكاة .. فقال : أنفقوها على الفقراء .
فقالوا : لم يعد في أمة الإسلام فقراء !!
قال لهم : جهزوا بها الجيوش .
قالوا : جيوش الإسلام تجوب الدنيا !!
قال لهم : زوجوا بها الشباب .
فقالوا : من كان يريد الزواج زُوِجناه ، و بقي مال !!
فقال لهم : اقضوا الديون عن المدينين
فقالوا : قضيناها ، و بقي مال !!
فقال لهم : انظروا إلى : ( النصارى و اليهود ) من كان عليه دين ، فسددوا عنه ..
ففعلوا ، و بقي مال !!
فقال لهم : أعطوا أهل العلم .. فأعطوهم ، و بقي مال !!
فقال لهم : اشتروا قمحاً ، و انثروه على رؤوس الجبال ؛ حتى لا يقال : جاع طير في بلاد المسلمين.

**ملاحظة هذا العلاج شافٍ عندما يكون النهج سليماً وقوياً ولا يكون هناك فاسدون ومسؤولون سارقون ويكون عندنا حكومات تخاف الله ونواب لا يخشون في قول الحق لومة لائم وشعب شجاع يحاسب اللصوص والمتقاعسين والمتخاذلين والمنافقين .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى