الضيف / رائد عبدالرحمن حجازي

مثقال وأبو زياد يمثلان النصف الأخر لكل منهما . هكذا كُنا وسنبقى كذلك . ولا أظن أي عاقل يقول غير ذلك . اخترتها لكم من كتابي شذرات من التراث .
الضيف
كالعادة وكما هو البرنامج اليومي لرجالات القرية , يجتمع غالبيتهم ليتسامروا بعد عناء يوم لا يخلو من الكد والتعب وتحديداً في مضافة المختار مثقال. أحاديثهم متنوعة ومسلية.
غالباً ما يتواجد حفيد مثقال محسن وصديقه أنور الأهتر في المضافة لعدة أسباب أهمها:
أولاً: الدعم اللوجستي والإمداد داخل المضافة , مثل ناولني شربة مي أو جيب لك مسند أو صُب قهوة أو رُد هالباب الخ….
ثانياً: تقديم خدمات التوصيل المجاني من وإلى المضافة بناءً على طلب بعض الرجال , مثل هو يا عموه روح لعند خالتك أم فلان وجيب لي من عندها الفروة أو قوم ودي هالفقوسات لدار أبو فلان الخ….
ثالثاً: للتسلية وقضاء الوقت , كأن يتابعون و يتعلمون لعبة الصينية والمنقلة وغيرها من العاب التسلية.
رابعاً: يتعلمون الدروس والعبر القصرية من مجالس الكبار… وكما تعرفون فإن المجالس مدارس.
ها هو المختار يطلب من محسن قائلاً: هو يا جدو دير لك ديرة قهوة. ليستجيب محسن فوراً بحيث يتوجه للكانون ممسكاً الدلة بيده اليسرى والفناجين باليد اليمنى…. طبعاً في هذه اللحظة يتبعه أنور لسببين الأول: وهو تجميع الجمر حول دلال القهوة والثاني: من باب التسلية واللعب بالجمرات.
فجأة يستأذن شخص بالدخول كون المضافة لها باب خارجي بعيداً عن حرم الدار, ليقلب هذا الرجل موازين الجلسة رأساً على عقب.
ينهض الجميع من أماكنهم مرحبين بالضيف بعبارات الترحيب المختلفة قائلين: يا هلا بأبو زياد… والله وزارتنا البركة…. يا حيا الله بالغالي.
أبو زياد هو ضيف من فلسطين. هنا يستغرب أنور ويسأل محسن قائلاً:أنور منهو هاد أني أول ختلة بتوفه (منهو هاظ أني اول خطرة بشوفه).
محسن: هاظا صاحب جدي من فلسطين
أنور: فلتين دلية بدنبنا ؟ (فلسطين قرية بجنبنا)
محسن: لأ يا هبيلة هاي قرية غرب الشريعة
ليقطع حديثهما صوت الضيف وهو يقول للمختار: ترى أختك ام زياد بالباب. فوراً يطلب مثقال من حفيده محسن الذهاب لإخبار جدته زريفة لتقوم بواجب استقبال الضيفة أم زياد.
بعد الترحيب بالضيف ها هُم رجالات القرية يتسابقون لتحديد موعد مع أبو زياد لإستضافته في دار كل واحد منهم لتقديم واجب الضيافة , طبعاً الأولوية ستكون للمختار.
لاحظوا يا اصدقائي:
– أبو زياد لم يستأذن من أحد أثناء رحلته إلا عند باب المضافة.
– الترحيب بأبو زياد كان من القلب ومن الصغير قبل الكبير.
– أنور اعتقد ان فلسطين قرية مجاورة لقريته وكذلك محسن ولكن مع فارق المسافة
– يعني بإختصار لا حواجز ولا حدود جغرافية أو ديموغرافية.
وسلامة فهمكوا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى