صدور السيرة ذاتية لوليد سيف تحت عنوان “الشَّاهد المشهود”

سواليف – أسامة أبو احسيان

#سيرة #ذاتية لوليد سيف صدرت تحت عنوان “الشَّاهد المشهود”، وهي سيرة ومراجعات فكرية، كما أطلق عليها، صدرت عن دار الأهلية للنَّشر والتَّوزيع، في عمان، عام 2016 .
يتناول من خلالها وليد سيف أبرز المحطَّات في حياته، ويبدأ بتحليلها في حضرة “الشَّاهد المشهود”، لم يلتزم #وليد_سيف بطريقة تتابعية لسيرته،بل كان يناقش ويحلِّل أفكارا لموضوعات متعددة، ويذيب الفوارق بينها، ليجد المتلقِّي ذاته حاضرا ضمن الأفكار، والآراء المطروحة، ربما قصد بهذا الأسلوب أن يكون أكثر نقلاً للتَّسلسل الزمني للأفكار التي تفرض حضروها في الذَّاكرة والنَّص. وربما يكون الزمن التَّسلسلي هوالذي شكَّل هذه الأفكار، أي فترات تعرفه عليها وتشكيل وعيه. وهي سيرة فكرية شكَّلت شخصيته الذَّاتية لتلتقي من خلال الأفكار مع الآخر، فالإنسان يعرف عندما يتحدث بأفكاره وفلسفته، لا بالأشياء الشَّخصية البحتة.

عندما نقرأ عنوان كتاب السيرة الذاتية للكاتب وليد سيف وهو “الشَّاهد المشهود”،فسرعان ما نتذكَّر الآية الكريمة في القرآن الكريم من سورة البروج قوله تعالى: “والسماء ذَات
البروج * واليومِ الْموعود* وشَاهد ومشْهود* قُتلَ أَصحاب الْأُخْدود ” صدق الله العظيم

فنجد هنا التَّناص حاضرا في العنوان بحذف واو العطف ليصبح الشَّاهد المشهود، لأن كليهما واحد،ومصدرهما واحد،
ولنأخذ المعنى الظَّاهري لتفسير “الشَّاهد المشهود”، فالأول من يشهد على غيره، والثَّاني من يشهد عليه غيره، وهذه مقاربة قد استخدمها سيف لسيرته الشَّخصية، فيكون هو الشَّاهد على ما سطَّره. أما عن الكتاب، ومحتواه الذي يوثِّق هذه السيرة من أفكار، وأحداث، وقصص واقعية،هي المشهود عليه بعدما وثَّقها، وأقر بها الشَّاهد.

ونجد الدلالة الرمزية المختزلَة في العنوان “الشاهد المشهود” عند توظيفها لهذا النَّوع الأدبي وهي السيرةالذَّاتية، فلا شاهد حقيقياً في الصورة الشِّعرية، ولا في بطل الرواية؛ ربما يبتدع من مخيلة الكاتب -وإن كان يجسد حقيقة ما- لكنَّه يرضى -بحكم التَّحولات والتِّقنيات- الوصفَ مثلاً أو
السرد، أو ليملأ فجوات الزمان، والمكان، وتغيراته التي عالجها.

لكن الشَّاهد المشهود هنا، هو الأقرب عنوانًا والتصاقًا بالسيرة الذاتية، ليكون الشَّاهد الكاتب نفسه، والمشهود هو الكاتب أيضا،بعد تفريغه على الورق، فلا حقيقة تُذكر ولا سيرة تُروى أحقُّ من لسان الشَّاهد المشهود.

تنوع وليد سيف في طرحه لعناوين الأبواب، والفصول في سيرته الذاتية، فتنوعت أساليبه الشِّعرية والقصصية، والمقارنات، وطرح التَّناقضات، والشُّروحات الجدلية، وكشف الآخر بالإنصاف ليتَّضح موقفه، ويبرر قناعته. لم يقدم سيف سيرته فقط للتَّعرف على حياته الشَّخصية، دون أن يمنح القارئ بعضا من قراءة الآخر الذي من خلاله يعرف نفسه، ويعرفمجتمعه، فمن التَّضاد تُعرفُ الأشياء، فكيف وإن كان يقدم، ويبرر، ويبرهن قضايا فكرية ، وفلسفية كبيرة، لنستنتج منها شخصيته، وفكره الجمعي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى