صحراء المغترب / نور الجابري

صحراء المغترب

الان في هذه الصحراء وحيدا تمر الذكريات مقرونة بالأماكن و الشخوص ،و تلهب القلب لتزداد دقاته و تنهمر الدموع ،تتذكر نشأتك ، طفولتك ،لعبك في الزقاق ، و تذكرُ أحلامك، ثم تكبر الذكريات لتشمل كل مراحل عمرك و شبابك ،و مغامراتٍ مثيرة و غبية بعض الأوقات ،و تسمو الذكريات فترى وجه أمك غالبا في كل نجم في هذي السماء الصافية فقد سقط القمر خلف الجبال ،تراقب شريك العمر و انت تمر خلاله و تحاول تلمسه، ترسم صورة فوق الرمل لأبناءك ، تخاف من غضب ابيك ، ترق لآخوتك ، تحب الجميع و تصفح عن الجميع و تطلب الصفح ، تقيم محكمة و تجرم نفسك ،ثم تبدا مشاعرك بالخذلان و كأن الصحراء تجفف الروح و تجعلها مثل غصن يابس ،و كأن النفس تموت رويدا رويدا ، هنا وسيلة الاتصال هي الصراخ ، غالبا ما يغيب عنك حتى الصدى ،فأنت تصرخ داخل روحك ،صوت القذائف يبدو مخيفا و يصبح صديقا ،انت مجرد جسم يحاكي الطبيعة ، قبل ان تندثر ذكرياتك و ذاكرتك قل وداعا لمن تحب و اخبرهم بانك أحببتهم و ابكي بقدر ما تشاء او ما استطعت ، ثم تهيأ و قل سلاما للصحراء و دع الرمال تحتضن الضل ،الان انت حرٌ مقيد .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى