شهادة للتاريخ في حق إمارات الخير

شهادة للتاريخ في حق إمارات الخير
بقلم العقيد المتقاعد ماجد دودين
كاتب أردني مقيم في الإمارات – أبوظبي

منذ اندلاع الأزمة في الخليج وأنا أسمع افتراءات وأراجيف وإشاعات وأباطيل وترّهات وخزعبلات وهلوسات وهرطقات تُطلق من أبواق الشر في حق إمارات الخير وشيوخها الأفاضل وأهلها الكرام أهل الشهامة والأصالة وكل ما هو جميل ونبيل.
وهذه الحملة المسعورة تزداد كل يوم دون وازع من ضمير أو خوف من العليّ القدير.
وحيث أنني أقيم وأعمل وأعيش في العاصمة الراقية الجميلة أبوظبي منذ ما يقرب من عشر سنوات ومطّلع على ما يدور وعلى حقائق الأمور … أجد لزاماً عليّ أن أعبّر عما رأيت وعايشت وشاهدت بأمّ عيني على أرض الواقع، وأن أشهد شهادة للتاريخ إرضاء لله سبحانه ثم لضميري فلا يمكن أن أصمت وأسكت لأنّ الساكت عن الحق شيطان أخرس… ولن أدخل في التفصيلات ولن أتدخّل في السياسة فللسياسة رجالها وخبراؤها وعلماؤها من أهل الاختصاص… ولا بدّ من أن يوسد الأمر إلى أهله وأن نعطي القوس باريها وأن نضع الإنسان المناسب في المكان المناسب … وحين يتعطل محرّك مركبة أحدنا فليس من المعقول أن يرسله إلى النجار لإصلاحه، وحين تتسارع نبضات القلب وتزداد في تسارعها لا نهرع إلى طبيب الأسنان لضبط إيقاعها!
ولعلّ من أكبر الابتلاءات التي ابتليت بها أمتنا أنّ كل واحد منّا قد نصّب من نفسه محلّلا وخبيرا سياسيا دون معرفة بأبجديات علم السياسة فللسياسة علومها وأصولها ودهاليزها وأسرارها…
ولكنني سأقول جملة واحدة لا تحتاج إلى خبير في السياسة : إنّ سياسة الإمارات تجمع بين الحياد الإيجابي معظم الوقت، والتدخّل الإيجابي أحيانا عندما لا يكون هناك مناص من التدخل… وليس من المعقول أن أرى بيت جاري أو أخي الأقرب إلى بيتي يحترق وتلتهمه ألسنة النيران ثم أقف مكتوف الأيدي مكبّلا مرتبكاً مرعوبا ومنتظرا وصول الحريق إلى بيتي وأهلي فالوقاية هي العلاج ودرهم وقاية خير من قنطار علاج…فكيف يكون الحال حين أرى جاري يشعل بيته ويسعى لإشعال النيران في بيتي؟!
أما شهادتي فهي كلمات واعية ومشاعر صادقة نبعت من تجارب عشر سنوات من الحياة في إمارات الخير وخلال هذه السنوات لم أر أيّ شائبة أو مثلبة أو نقيصة على أي صعيد مع إدراكي أن كل بني آدم خطاء والعصمة فقط للأنبياء وطبعا خير الخطائين التوابون … والدول ليست كيانات هلامية بل مؤسسات يسوسها ويقودها أولياء الأمر الذين استرعاهم الله تعالى – ويدركون قول الحبيب عليه السلام: (((كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ ومَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ … ) ومن هذا المنطلق ينظرون إلى نقاط القوة ويعززونها … ويدرسون نقاط الضعف ويعالجونها.

ولو وقفت أمام أي محكمة في الدنيا قبل الوقوف أما الملك الديّان سبحانه وطلب مني أن أشهد في حق الإمارات علما أن إمارات الخير ليست في حاجة إلى من يدافع عنها وعن مواقفها فهي كما قال الشاعر العربي الكبير المتنبي:
كالبَدْرِ من حَيثُ التَفَتَّ رَأيْتَهُ يُهْدي إلى عَيْنَيْكَ نُوراً ثاقِبَــــــا
كالبَحْرِ يَقذِفُ للقَريبِ جَواهِراً جُوداً ويَبْعَثُ للبَعيدِ سَحائِبَـــــــا
كالشّمسِ في كَبِدِ السّماءِ وضَوْؤها يَغْشَى البِلادَ مَشارِقاً ومَغارِبَــا
الإمارات بدر الخير وبحر العطاء الغزير وشمس الحكمة والنور
ولكنني إحقاقا للحق سأشهد وأجزم بأنّ هذا لسان حال ومقال الملايين من المقيمين من أكثر من 200 جنسية على تراب الإمارات الطهور … وأقول نثرا مستلهما ما قيل شعرا عن الوطن والحبيبة وهما وجهان ذهبيان لعملة ذهبية واحدة … والوطن أغلى حب يمكن أن يمسّ شغاف القلب فمن قلبي أقول لوطني الثاني الإمارات ليسمع القاصي والداني:
أفتّش في بحور وبحار الشوق عن الجُملة الجميلة، عن الصورة الصادقة، عن الفكرة الرائعة، عن الكلمة المُعبّرة، عن قصيدة النثر والشعر، لأهديها إليكم فتنساب الكلمات كشلّال من الأمل والحنين، وجداول من الجَمال، تعزف مقطوعة حب، تنبع من سويداء وشغاف القلب تقول:
أحبّ الإمارات حبّ الطيور السفر ….
أحبّها حبّ رمال الصحارى المطر ….
أحبّها حبّ الأزاهر شمس الصباح وحبّ الليالي لضوء القمر ….
أحبّها لا مثلما يحبون لكنّ حبّها أحلى وأبهى قدر …
أحبّ الإمارات ولي بحبّها كلّ الشّرف والعزّة والمجد والفخر …
يهبّ كل الزيتون في الأردن لو رمشٌ في الإمارات انكسر…
وقلبي المتيّم حدّ الهيام، سيبقى على العهد مهما انتظر
وسأبقى أحبّ هذا الحمى الأصيل النبيل، وشيوخه الكرام، وأهله الأكارم، مــــدى الحياة وطول العمر …ونحن في الأردن تعلمنا من قيادتنا على مرّ الزمن كابرا عن كابر : ” أنّ الحياة التي ينذرها الإنسان لخدمة وطنه وأمته والإنسانية … هي الحياة التي تستحق أن نحيا لها ونعيش من أجلها ونموت في سبيلها شرفاء كرماء أحرارا ” ولنا ملك هاشمي في الخير لا يجارى ولا يبارى …
ويسألني سائل لماذا تحبّ الإمارات كلّ هذا الحب ؟
أراها بعينيك ذُرىً كلّ ما بعدها منحدر…
لماذا تعلّقت روحك روحها تعلّق الندى والشذى بالورد والزّهر؟
فأجيبهم وكيف لا أحبها… وكيف لا تعانق أهداب عيوني أهدابها…. وهي بسمة سعادة وفرح وسرور وحبور على كل ثغر…وحبّها أروع ممّا بفكر خطر .
إنّها إمارات الأصالة والأناقة والرقّة والروعة والعراقة والإبداع والجمال والسحر
إمارات الجاذبية والفن والتاريخ والثقافة والحضاره والشعر….
إمارات الحب والسلام والأمن والأمان والإيمان والشورى والحكمة والوسطية والتعايش والتسامح والعفو والطهاره …
إمارات الصدق والصفاء والنقاء والعطاء والوفاء، شامخة بشيوخها، سامقة بربْعها، باسقةً بثلاثين مليون نخلة من نخيلها، سامية بفكرها، كنجمة عالية في الأفلاك سيّاره…
إمارات اسمعي ما أنت إلا جنّة الحكمة والبيت المتوحد والأخلاق
أنا عاشق أرعى هواك بقلبي الخفّاق لك منزل شيّدته يد الهوى
قالت وأين : فقلت في أعماق أعماق أعماقي
لقد آن الأوان أن يتوقف المكابرون المعاندون المسرفون الزائغون عن الحق عن عنادهم وغيّهم وضلالهم … وعن شقّهم لصف الأمّة وتمزيقها وتدميرها وتبديد ثرواتها … وعليهم أن يدركوا أنّ حب الظهور يكسر ويقصم الظهور … ورحم الله عبداً عرف قدر نفسِه فوقف عند حدّه…وعليهم أن يعودوا إلى رشدهم قبل فوات الأوان … وأن يعلموا أنّ بيض النمل لا يلد النسور … وأن يدركوا أنّ قطرة واحدة يستحيل أن تصبح محيطا ولا يمكن لهم أن يصنعوا من بيت الخُلْد جبلا ولا من الحبّة قبّة … وعليهم أن يتذكّروا قول الشاعر:
” تأبى الرِّماحُ إذا اجتمعنَّ تكسُّراً … وإذا افتــــرقَنّ تكــسّرتْ آحادا ”
وفي الختام أليس الله أحكم الحاكمين وأعلم العالمين هُو خير القائلين في محكم كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل : ((وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَب رِيحكُمْ))، ورسولنا إمام الأنبياء والمرسلين يقول في الحديث الشريف: (( (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى).رواه البخاري ومسلم
وما أجملها من جملة قالها نجل حكيم الأمّة سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة : “نحن بخير . . دام البيت متوحد”.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى