اياد نصار يعود من جديد للدراما الفلسطينية في ” الخوابي “

سواليف _ يخوض الفنان الأردني إياد نصار دور البطولة في مسلسل الريف الفلسطيني “الخوابي” الذي يصور حاليا في العاصمة الأردنية عمان، وذلك بعد غياب منذ مشاركته كضيف شرف في حلقة واحدة من مسلسل “وين ما طقها عوجة” عام 2011، وذلك انطلاقا من دعمه للدراما الأردنية، والقضية الفلسطينية.

وسبق أن شارك إياد في مسلسل عن القضية الفلسطينية بعنوان “الاجتياح”، الذي ناقش الاجتياح الإسرائيلي لمدينة جنين الفلسطينية، وقدم فيه دور “خالد” الشاعر والمناضل الفلسطيني الثائر، الذي يدرك الأبعاد التاريخية والسياسية للصراع العربي الإسرائيلي، وفاز المسلسل بجائزة إيمي العالمية لعام 2008.

ثلاث قصص عالمية
“الخوابي” قصة مقتبسة عن ثلاث قصص عالمية (تاجر البندقية، والحب في زمن الكوليرا، والجميلة والوحش) في تركيبة ممتعة وشيقة وفريدة وغريبة تدور أحداثها في قرية متخيلة، للكاتبة وفاء بكر، وإخراج محمد علوان، وإنتاج مؤسسة عصام حجاوي للإنتاج والتوزيع الفني.

يشارك في البطولة عبير عيسى، ومحمد العبادي، وسهير فهد، وعبد الكريم القواسمي، ورفعت النجار، وحسن أبو شعيرة، ورانيا فهد، ومحمد الضمور، وغادة عباسي، ومحمد الجيزاوي، وكاترين، وعمر حلمي، ومنيا، وداود جلاجل، ورناد ثلجي، ومنذر خليل مصطفى، ونجلاء سحويل، وأنور خليل، وديانا رحمة، وبراهيم أبو الخير، وهشام هنيدي، وحابس حسين، ومجموعة كبيرة من الفنانين الأردنيين.

مغامرة الإنتاج
يؤكد المنتج عصام حجاوي للجزيرة نت أن “المجازفة والمغامرة” في إنتاج “صبر العذوب” و”الخوابي” المقرر عرضهما في رمضان القادم في ظل غياب المنافسة في الإنتاج الأردني جزء من حياته المهنية، ومن النجاح الذي حققته المؤسسة “التي سبق أن حصلت على جوائز لمسلسلات عُرضت على أهم المحطات العربية، مثل “وين ما طقها عوجة”، و”حنايا الغيث”، و”رعود المزن”، و”العقاب والعفرا”، و”شيء من الماضي”.

اختيار إياد نصار في الخوابي
ومنحت المؤسسة الفرصة لعدد من النجوم الخليجيين والعرب للمشاركة في أعمال بدوية واجتماعية، وذلك حسب خصوصية وطبيعة السيناريو، وجاء اختيار إياد نصار في الخوابي بسبب مناسبة طبيعة الأداء الاحترافي مع شخصية “شديد” من قصة تاجر البندقية، كما تم الاتفاق معه على المشاركة في مشاريع مستقبلية أخرى بناء على رغبته في العودة للدراما المحلية.

ويرى عصام -الحاصل على جائزة الإبداع العربي في ملتقى الإعلام العربي الذي أقيم مؤخرا بالكويت- أن من واجبه تقديم أعمال خاصة بالدراما الفلسطينية، خاصة بعد النجاح الذي حققه في المسلسلات البدوية، وتجربته بإنتاج المسلسل المعاصر “شيء من الماضي”، معتبرا أن ذلك رسالة تؤكد أن الفنان الأردني قادر على التفوق في الدراما المعاصرة مثلما تفوق في الدراما البدوية.

الهوية الفلسطينية
ويرى المخرج محمد علوان أن مسلسل الخوابي بداية لإنتاج المزيد من الأعمال الريفية الفلسطينية، ويوضح للجزيرة نت أن هذه التجربة “تتيح الفرصة للدراما الأردنية لتقديم إنتاجها بصورة مختلفة عن الأعمال البدوية التي أثبتت تميزها ونجاحها طوال سنوات ماضية”.

ويمتاز الخوابي -الذي يصور لمدة ثلاثة أشهر داخل قريتين بيوتها مبنية خصيصا على الطراز القديم- بزخم التشويق، وكثرة الأحداث، ويقدم للعالم العربي الهوية الفلسطينية بصورة اجتماعية عن فترة زمنية غير موثقة، كما تمت الاستعانة بمدقق للهجات بسبب صعوبة اللهجة على بعض الفنانين الأردنيين، حيث تطلب العمل حديث الممثلين باللهجة الريفية، وتدور أحداث المسلسل في ثلاثين حلقة.

ويؤكد محمد أن تجربته الإخراجية الأولى للمسلسل البدوي “صبر العذوب” تختلف عن الخوابي؛ حيث استعاد في الأخير ذكريات طفولته في فلسطين، وتخيل زوايا المشاهد واللقطات أثناء قراءة السيناريو.

فانتازيا قرية فلسطينية
وعن تركيبة العمل المستوحاة من القصص الثلاث، تقول الكاتبة وفاء بكر للجزيرة نت “ترتكز أحداث المسلسل -الذي احتاج عاما لكتابة السيناريو، بعد اقتراح عصام فكرة إنتاج مسلسل ريفي فلسطيني- على شخصية الأرستقراطي عن تاجر البندقية، والعجوز العاشق عن الحب في زمن الكوليرا، والشاب الذي يقع في حب الفتاة الثرية عن الجميلة والوحش”.

وأضافت أن “كل قصة تعتمد على الأخرى وتكملها لتظهر في النهاية عملا دراميا مترابطا عن قرية فلسطينية غير محددة، وفي زمن ما قبل الاحتلال والاستعمار اسمها الخوابي، بمعنى الجرة التي تحفظ العسل”.

تاج عبير عيسى
وعن شخصية “تاج” التي يصر ابن عمها على تسميتها “بعاج”، توضح الفنانة عبير عيسى للجزيرة نت أن “القصة العاطفية لتاج ومنصور من القصص غير المكتوبة بالدراما؛ فالعجوز العاشق الأرستقراطي الذي يعمل له الجميع ألف حساب، يترك كل شيء خلفه حين يأتيه نبأ وفاة زوج حبيبته التي شارفت على السبعين من العمر، ويذهب إليها طالبا منها الارتباط، وتعيش هذه المرأة صراعا بين الحفاظ على ذكرى زوجها المتوفى الذي عاشت معه ثلاثين عاما، وبين الارتباط بابن عمها الذي أحبته وخذلها بسبب تهوره وهما في سن الشباب”.

والخوابي من الأعمال الإنسانية التي تظهر العلاقات الأسرية الأصيلة للشعب الفلسطيني، وفق رأي عبير، كما أن مشاركة إياد نصار في المسلسل تحسب للمنتج عصام حجاوي، الذي يحافظ على ثبات ونجاح الدراما الأردنية منذ سنوات، وتحسب لإياد الذي لا يتردد في المشاركة في أعمال محلية، رغم نجاحه على مستوى الوطن العربي.

سهير فهد تشارك في “الخوابي” بدور الطماعة التي تسعى وراء المال والسلطة (الجزيرة)
تحدي اللهجة الفلاحية
اللهجة الفلسطينية لم تكن صعبة على عبير (بنت القدس)، التي سبق أن شاركت في عدد من المسلسلات التي تناولت القضية الفلسطينية وهي: “حدث بالمعمورة”، و”القدس أولى القبلتين”، و”وين ما طقها عوجة”، ومسرحية “البلاد طلبت أهلها”.

لكن الفنانة الأردنية سهير فهد كتبت على صفحتها الخاصة على فيسبوك “أول أيام تصوير مشاهدي في مسلسل الخوابي واللكنة الفلاحية الفلسطينية زبطت (نجحت) معي”.

وعن ذلك تقول للجزيرة نت “واجهت تحدي إتقان اللهجة الفلسطينية أثناء المشاركة في مسلسل “أولاد المختار” عام 2017، الذي تم تصويره في فلسطين، حيث كنت في البداية أجلس مع سكان القرى وأستمع لأحاديثهم، وأجد صعوبة في التعبير بطريقتهم، لذا شعرت بالسعادة في أول يوم تصوير بمسلسل الخوابي لأني صاحبة خبرة في اللهجة الفلسطينية، وبإمكاني مساعدة زملائي على الحديث بها وبإتقان”.

وتقوم سهير في الخوابي بدور “مسرة”، وهي امرأة طماعة تعشق المال والسلطة، وتضحي بكل عزيز وغال من أجل تحقيق أهدافها، وأعجبت سهير بهذه الشخصية أثناء قراءة السيناريو المكتوب بطريقة جميلة، واختارت ملابسها بدقة كونها من الشخصيات غير النمطية وغير المكررة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى