حزب القمح

مقال الأحد 6-1-2019
حزب القمح
بإمكانكم أن تعتبروا هذا المقال معزوفة حالمة كأي من معزوفات الهذيان والشطحات الحكومية الكثيرة التي نسمعها ونقرأها كل يوم مخيطة بخيوط التسويف التي لا تنتهي ولا أساس لها على أرض الواقع ، وبإمكانكم – إن لم يعجبكم طرح المقال – أن تصنعوا من ورقه صاروخا أو سفينة كتلك التي كنا نطويها في آخر الحصص المدرسية أو اصنعوا من ورقه مقابض لطنجرة العدس كي لا تحترق أصابعكم..
استمعت – مضطراً- لمقابلة رئيس الحكومة الرزاز أول أمس الجمعة على فضائية رؤيا حول مجمل القضايا المحلية ، والمدهش أنني لم أسمعه يتكلّم بجملة واحدة عن دعم الزراعة والعودة للأرض من محاوره الكثيرة التي ركّز فيها على الضريبة والاعتماد على الذات أو بالأحرى الاعتماد على جيب المواطن في موازنة النفقات مع الإيرادات ، رغم أننا دولة زراعية بالدرجة الأولى ، فلا نصيب لنا من صناعة الأقمار الصناعية ولا ببيع البوارج الحربية .
قلت في نفسي ماذا لو فكّرت الحكومة مرة واحدة أن تستثمر في القمح ، وتستغل الأراضي الأميرية والمساحات البور الشاسعة من هذا البلد في زراعة هذه المادة لسنة واحدة فقط ، ماذا لو اعتبرنا “القمح” هيئة مستقلة ودعمناه ببضعة ملايين وركّزنا في ذاك العام على إنتاجه فقط، ماذا لو نجحت الفكرة و اكتفينا ذاتياً من حنطتنا ؟
بالتأكيد لن نحتاج القمح الأمريكي ولا القمح الأوكراني، كما انه ستنخفض تكلفة الخبز ويعود في متناول الفقراء كما كان ، عندها ستوضع ضمادة على واحدة من جروح البلد وسننطلق إلى خطوة أخرى من خطوات الاعتماد على الذات..والأهم من ذلك سنمسك بزمام قراراتنا السيادية ولن نكون تحت رحمة أحد ، فالقمح في “كوايرنا” والأرض أرضنا..
أمريكا أم الاقتصاد في العالم لم تتخل يوماً عن زراعة القمح ولا عن المنتجات الزراعية، شاهدوا في أي متجر تزورنه من الشمال الى الجنوب..هناك ” منتجات كاليفورنيا ” فلماذا “نتعجرف” نحن الدولة “المصوّصة” عن العودة إلى عمقنا الحقيقي واكتفائنا الذاتي..
أنا انتمي إلى حزب القمح ، لا أرى أي أمل في تحسن هذا الاقتصاد، أو الوقوف في تجاوز أزماتنا ما دمنا نعمل من “البحور مقاثي” على الورق”، و”نطوبر” في أول خطوة عملية ، لا أرى أي أمل للنجاة من غرقنا، ما لم نعتمد على أنفسنا، ما لم نتحوّل إلى دولة منتجة بدلاً من أن نبقى دولة “متسوّلة” أو “جابية” ، وكل هذا لن يتحقق ما لم نعد إلى الأرض والى ثرواتنا الطبيعية الغنية الكثيرة في بواطنها…من يقول أن الأردن فقير وقليل الموارد، شخص كاذب ورخيص وغبي إن لم يكن عميلاً بالأصل..الوطن غني وغني جداً..لكنه يحتاج إلى أمناء يحفظون ويحمون ويكاثرون غناه..
القمح أبجدية الاستقلال..ولا شيء سواه

أحمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. إنتاج الأردن من القمح 1944 44 الف طن..الألات الزراعية كانت بدأئية..2012 إنتاج الأردن 12 الف طن سنويا مع تطور الآلة الزرراعية وسبل تطوير الزراعة.. بحاجة إلى إنتماء..!

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى