خفايا الحرب على سورية / هشام الهبيشان

خفايا الحرب على سورية …والرهانات الكبرى التي إسقطها صمود الجيش العربي السوري !؟
بداية ،علينا أن لا ننكر أن مجموع التضحيات الجسام التي قدمها السوريون،طيلة عمر هذه الحرب على سورية ،قد ساهمت بشكل كبير بالتصدي لاجندة واهداف ومخططات هذه الحرب ،الا إنّ هذه الحرب التي أرادتها هذه القوى التآمرية والشريكة بالحرب على الدولة السورية لن تنتهي، ما دامت أدواتها الإرهابية وأوراقها القذرة موجودة على الأرض السورية،فمنذ مايقارب خمسة أعوام وأكثر، وجدت سورية نفسها في خضم حرب عالمية في أشرس صورها، حرب معقدة ومركبة للغاية أسقطت فيها كلّ المعايير الإنسانية، عشرات الآلاف من الإرهابيين العابرين للقارات، وملايين الأطنان من الأسلحة التي دمروا بها مدن وقرى سورية بأكملها، فقتلوا أهلها وضربوا مقومات حياة المواطن السوري، وحاربوه حتى في لقمة عيشه اليومية،حرب قوامها الكذب والنفاق والمصالح الصهيو- أميركية، وليس لها أي علاقة بكلّ الشعارات المخادعة التي تتستر بها، ففي سورية تمّ تجهيز تفاصيل المؤامرة، على مراحل وحلقات، وبمشاركة دول عربية وإقليمية، ورغم كلّ ذلك، أثبتت سورية المستقلة بشعبها وبجيشها وبدولتها الوطنية أنها قادرة على الصمود، فصمدت رغم كلّ التحديات الداخلية والخارجية، وها هي اليوم تقف شامخة على أهبة الانتصار.

وهنا يجب تأكيد ،إنّ المعركة في سورية لم تكن يوماً معركة مع مجموعات إرهابية عابرة للقارات، بقدر ما كانت ولا تزال معركة مع نظام عالمي جديد يرسم للمنطقة، وينسج خيوط مؤامرته في سورية ليعلن عن قيامه بقيادة قوى الإمبريالية العالمية والماسونية اليهودية الصهيونية، بنسيجها اليهودي ـ المسيحي المتطرف “المسيحية المتصهينة “،وهذه المؤامره تعكس حجم الأهداف والرهانات المتعلقة بكلّ ما يجري في سورية، وهي الأهداف المرسومة والتي تتداخل فيها الحسابات الدولية مع الحسابات الإقليمية، كما تتداخل فيها ملفات المنطقة إلى أقصى الحدود.

عندما نعود بالذاكرة إلى سنوات عجاف مضت، نلاحظ أنّ الهجمة الشرسة والحرب الشعواء على سورية، تلك كانت تستهدف في شكل أساسي، “العقيدة البنائية والفكر الاستراتيجي للجيش العربي السوري وثوابت الدولة وأركانها الأخرى، من مبادئ وطنية وقومية جامعة وشعب مقاوم زرع في فكره ووجدانه الحسّ الوطني والقومي، والأهم هو نهج السلطة السياسية التي زرعت هذه الأفكار وأصبحت قاعده لبناء سورية القوية، سورية عنوان المقاومة والقلب العروبي النابض، ومن هنا أدركت القوى التآمرية، أنها من دون تدمير وتمزيق سورية واستنزافها، لن تصل إلى مبتغاها وهدفها الأعظم المأمول بتدمير محور المقاومة، وتنصيب “إسرائيل” سيداً للمنطقة العربية والإقليم ككلّ، وكلّ هذا سيتم، حسب مخططها، من خلال نشر آلاف الجماعات الإرهابية المسلحة على امتداد الأراضي السورية .

وقد كشفت تقارير شبه رسمية، وتقارير مراكز دراسات عالمية أنّ عدد الدول التي تصدر المرتزقة إلى سورية تجاوز اثنين وتسعين دولة وأنّ هناك غرف عمليات منظمة ضمن بعض المناطق المحاذية لسورية، لتدريب وتسليح هؤلاء المرتزقة ثم توريدهم وتسهيل عبورهم من أغلب المنافذ الحدودية، وخصوصاً الحدود التركية، والتي تحدثت هذه الدراسات عنها بإسهاب، شارحة كيف سمحت تركيا بعبور الآلاف من المرتزقة، لذلك من الطبيعي أن نجد اليوم كمّاً هائلاً من الإرهابيين المرتزقة قد دخل إلى سورية، بهدف ضرب المنظومة السورية المعادية للمشروع الصهيو- أميركي ، وضرب الفكر العقائدي المقاوم لهذه المشاريع، وخصوصاً المنظومة العقائدية للجيش العربي السوري واستنزاف قدراته اللوجيستية والبشرية، كهدف تتبعه أهداف أخرى في المنظومة الاستراتيجية للمؤامرة الكبرى على سورية، لأنّ تفكيك الدولة يستلزم تفكيك الجيش ومن ثمّ المجتمع ومن ثمّ الجغرافيا، وكان هذا الرهان هو الهدف الأساس من عسكرة الداخل السوري.

إلا أنّ الجيش العربي لسوري صمد وكسر بصموده كلّ الرهانات الشرقية والغربية الإقليمية والعربية، فالجيش العربي السوري حقق ومازال إنجازات كبيرة وهائلة في الميدان أذهلت العالم وغيرت سياسات ورسمت معادلات جديدة، لا يستطيع أحد القفز فوقها، والأهم من ذلك كله هو تلاحم الشعب والجيش والقياده السياسية في معركة ضارية قادتها ومولتها ورعتها تسعون دولة في العالم، لكنّ إرادة الشعب السوري المتمسّك بأرضه والمؤمن بقضيته والمتفهم لحقيقة وطبيعة المؤامرة، أبعاداً وخلفيات، أفشل خطط الأعداء وأسقط أهدافهم بالتضحيات الجسام .

ختاماً، يمكن القول إنه بعد مرور هذه السنوات الخمس المريرة على الدولة السورية وما جلبته إليها من جراح عميقة ودروس تاريخية مريرة، إلا أنّ هذه الدولة بدأت تتعافى اليوم من هذه الجراح، لتبدأ، من جديد، مرحلة النهوض الأقوى وسيبنى على نهوضها هذا، الكثير من المتغيرات التي لن يكون أولها ولا آخرها سقوط العديد من الأنظمة الوظيفية الطارئة على هذه المنطقة.

*كاتب وناشط سياسي – الأردن.
hesham.habeshan@yahoo.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. مقال ليس له علاقة بالواقع على الارض..حيث ان الحرب هي على الشعب السوري وخاصة السنة العرب ويقود هذة المعركة النظام وروسيا وايران …يا ابن الحلال والله لو ان نظام الاسد يشكل خطر على المصالح الامريكية وعلى اسرائيل لتم تصفيت النظام من اول شهر من الاحداث في سوريا..لكن الحقيقة ان لكل من ايران واسرائيل وروسيا وامريكيا مصلحة في بقاء الاسد في السلطة لانة بالنسبة لاسرائيل النظام حامي امنها وايران يعتبر النظام عامود المشروع الفارسي في بلاد الشام وبالنسبة للروسيا يوفر لها انظام موطيء قدم على ساحل المتوسط..وبعدين انت تتحدث عن المرتزقة وليش ما تتحدث عن اربعين فصيل تابع لايران وليش ماتتحدث عن حزب الله الي ترك جبهة الجنوب وبعث مرتزقتة لقتل اطفال سوريا…فعلا انا مستغرب كيف سمحت لك نفسك وضميرك ان تصيغ هذا المقال الخداع

  2. عن اي عقيدة للجيش السوري تتحدث…يا رجل الصلاة ممنوعة في الجيش السوري وجيش طائفي بامتياز حيث ان جندي حاف بعثي علوي يتحكم بضابط اذا كان هذا الضابط مسيحي او درزي او او سني

  3. ما عاد الخداع والتدليس ينفع…انت ومن يساند نظام الاسد تتدعون ان ايران وحزب الله والنظام السوري هم مقاومة وممانعة…السؤال هو من هو الذي يقدم اسناد جوي لمليشيات قاسم سليماني الايرانيةوالجيش العراقي في المعركة ضد العرب السنة؟ اليس هي الشيطان الاكبر امريكيا…مين الي يقدم اسناد جوي للنظام وحزب الله ومليشات ايران في سوريا؟ اليست هي روسيا…اذن يا صديقي هي تبادل للادوار والحرب هي على العرب السنة في سوريا والعراق…كيف ايران تدعي انها ضد الشيطان الاكبر امريكيا وبنفس الوقت امريكا تقدم اسناد جوي لمرتزقة ايران على الارض في العراق…وبناء على هذة المعطيات كيف ركب معكوا يا انصار بشار مصطلح المقاومة والممانعة

  4. طيب كيف دخل المرتزقة الى داخل سوريا حيث ان الجميع يعلم ان الاجهزة الامنية في سوريا قوية جدا حيث الامن السياسي وحيث المخابرات الجوية وحيث فرع فلسطين وحيث وحيث وحيث.وعلى جميع الحالات النظام يتحمل كل ما جرى ويجري في سوريا وهو مدان على الجالين فهو من المطر الى المزراب ومن المزراب الى المطر..فاذا دخل المرتزقة سوريا وين حرس الحدود؟ القصة ليست مرتزقة وليس نظرية مؤامرة القصة تتمثل في ان الشعب السوري ثار على نظام طائفي قمعي صادر حريات الشعب ونظام لم يطلق طلق واحدة ضد اسرائيل نظام سلم الجولان تسليم الى اسرائيل على دور الاب حافظ نظام جلب الاحتلال الفارسي نظام جلب الاحتلال الروسي

  5. انصار بشار اصبحوا في زاوية محصورة جدا ومعريين جدا لانهم في دفاعهم عن نظام الاجرام في سوريا يسوقون مبررات لاتقنع طفل في صف ابتدائي

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى