شباب يقعون فريسة «الابتزاز» الإلكتروني

سواليف – يأمل الكثير من الشباب من خلال شبكات التواصل الاجتماعي بناء صداقات جديدة بغرض التعارف والتواصل مع أصدقاء جدد دون وعي بعضهم لمصير مثل هذا النوع من العلاقات وما يمكن أن ينتج عن هذه الصداقات من تجاوزات للخصوصية أو الوقوع في دهاليز بعض محترفي النصب والابتزاز الاجتماعي والأخلاقي.

ولا يخفى أن العديد من الشباب يتأثر بما تعرضه وسائل الإعلام كالتلفزيون والسينما من قصص قد تخالف في كثير من تفاصيلها واقعنا الحقيقي وبما تتضمنه من سلوكيات مرفوضة اجتماعياً.

مثال على ذلك؛ قصص رومانسية مضللة خادعة تقود بعضهم الى محاولة التقليد الأعمى لها من خلال علاقات مواقع التواصل الاجتماعي وكشف الخصوصية دون ادنى مسؤولية او حساب لعواقب هذه التصرفات.

تحت العنوان، ترفض الجامعية غادة خالد مسألة الثقة بالصداقة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وتقول «أنا حذرة من هذه العلاقات فما نسمعه من قصص ابتزاز واستغلال لمثل هذه العلاقات جعلني حذرة حتى في قبول الصداقات التي تصلني على صفحتي الخاصة».

وتشير إلى أن علاقات الصداقة والحب لا يمكن أن تنجح إلا باللقاء المباشر وليس من خلال الأسماء المستعارة التي قد يستخدمها البعض في إخفاء حقيقته. لافتة إلى أن علاقات الإنترنت عاجزة عن إيصال كشف بصدق المشاعر من زيفها.

ماجد الطراونة يرى أن تصرفات عدد من الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي غير واعية وغير مدركة في بعض الأحيان لمخاطر العلاقات مع الآخرين وكشف خصوصيتهم من خلال نشر أجزاء كبيرة من تفاصيل حياتهم اليومية ونشاطاتهم من باب التباهي والتفاخر غير مدركين لحقيقة أن هنالك أناساً امتهنوا التغرير والابتزاز».

ويشير إلى أن «من الأساليب التي يتبعها بعض ضعاف النفوس في خداع الشباب وخاصة الفتيات من خلال الإطراء وكيل المدح لصورهم والتعليقات على الصفحات الخاصة بهم لإيهام صاحب المنشور بالاهتمام بأمره أو امرها ومحاولة التقرب منه فيما يخفي هذا الشخص رغبات غير سوية خلف ذلك».

مهند أبو خليل يقول «من المؤسف ان كثيراً من الشباب ينشر بعفوية كل ما يقوم به من تحركات ولقاءات دون الوعي لخطورة هذه الأفعال التي قد توقعهم في مشاكل أسرية واجتماعية وما يحدث من تعدٍ على خصوصياتهم».

ويضيف «البعض بحجة الانفتاح أصبح يرى الأمر مبرراً ومطلوباً»، منتقداً في الوقت ذاته «قيام البعض بنشر صور لعلاقات أسرية يفترض أن تبقى على درجة كبيرة من القدسية لا يطلع عليها احد من خارج العائلة وبخاصة صور المناسبات».

ويشدد على دور الأهل في مراقبة الأبناء وتوجيههم نحو الضوابط الأخلاقية الاجتماعية بما يكفل لهم حياة هادئة بعيدا عن المشاكل التي من الممكن أن تحدث نتيجة علاقات التواصل الاجتماعي وعملية الخداع التي من الممكن يتعرض لها الأبناء.

الدكتور مصطفى خليل المختص في علم اجتماع الجريمة يؤكد أن العلاقات الاجتماعية على مواقع التواصل الاجتماعي تقود إلى احتمالات الكذب والخداع في كثير من الأحيان مما يسهل على اصحاب النفوس المريضة امكانية استغلالها كوسيلة للابتزاز العاطفي والمالي والتغرير في العديد من الشباب.

ويطالب الشباب بالحذر في تعاملهم ضمن ضوابط اجتماعية تحفظ لهم ولأسرهم خصوصيتهم والى استغلال الجانب الايجابي لهذه الوسيلة في أعمال نافعة ضمن منظومة العلاقات الاجتماعية المنضبطة.

الرأي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى