محكمة الضمير وسوء الادارة والتدبير !

#محكمة_الضمير و #سوء_الادارة و #التدبير !

 بسام الياسين

  محكمة الضمير اعدل محاكم الارض.فمهما بلغ الفاسد شأواً من فهلوة النصابين ونطنطنة السعادين، فللناس ادمغة وللحقيقة سطوة،كما اودع الله في الامانة سراً من اسراره الخفية.لذا فانها ستثأر يوماً ممن خانها وتفضحه امام الملأ كافة.فلا يُغرنّك،إن فلت الفاسد بحدة ذكائه واستطاع تبييض امواله بنفوذه او تملص من القانون بسلطته،لكنه من الاستحالة، ان يفلت من وخز ضميره وعقاب ربه.هذا عند المؤمنيين اما عند البوذيين والهندوسيين فيؤمنون بـ “الكارما ” وهي حصاد افعال الشخص في مسيرته،ان خيرا فخير، وان شراً فشرـ وسيدفع فاتورة اعماله في دنياه قبل آخرته.،ناهيك عن اللعنات التي تطارده في قبره،كلما ذُكر اسمه او حضرت سيرته.فاطمئنوا،ان للذاكرة الجمعية حافظة، لا يخفى عليها خافية، مهما تستر القراصنة،ولو في ملاذات آمنة.

اذا ساءنا ان يتنّكر اعداؤنا لحقوقنا،فانه يسؤونا اكثر، ان يلهف اموالنا، من هم ” منا وفينا ” وفي ظنهم اننا لا نعرفهم،ولا يعرفون اننا في صورة ما يجري،بصفتنا المتضرر الرئيس من سوء الامانة وترهل الادارة والفوضى االمستفحلة في كل زاوية.فتعريتهم واجب وطني،السكوت عن الحقيقة خيانة.” ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فانه آثم قلبه “.

مقالات ذات صلة

لن ندخل باب التجريم و البرآءة،فتلك مسألة لها اهلها،ولكن من حقنا ان نكتب بامانة عن امانة المسؤولية، تصريف شؤون العامة،مال الدولة،السياسة،العدالة الاجتماعية،الحريات العامة الديمقراطية،خصوصاً بعد تدهورها.القيم صارت تجارة كاسدة، والمحامد  الحميدة مدعاة للتنّدر نتيجة لبيئة موبؤة. لهذا مُوجع، ان تدخل مؤسساتنا  دائرة الإتهام،فإهتزاز صورتها خسارة لنا، والانطباع السلبي عن شخصياتها زاد الصورة قتامة،وما يدمي القلب ان مؤسسة الفساد هي الاقوى والقلعة المحصنة بحراس اشداء غلاظ،لا يجرؤ احد مهما بلغت رتبته من الاقتراب اليها او المساس بشخوصها،وهنا تكمن العقدة غير القابلة للحل.

النخبة تريد الدولة جمعية خيرية، تكية للكسالى ، باب استرزاق لإولادها ومحاسيبها.نخبة طحلبية متطفلة، تعتاش على على نفقة الوطن وحساب المواطن. يشلحونه ليرتدوا هم الملابس المستوردة ويشقونه ليسعدوا. هم يَنظرون للوطن بعيون صياد جشع، يتحين الفرصة لاطلاق ناره على فريسته،ولا يبالي بعدها، بحرق غابة لشواء حمامة.

نخبة،افتضح امرها،تتهمها العامة انها سبب خراب الوطن،وتسببت في إعاقة الاصلاح وتحطيم مصابيح التنوير، وكانت وراء الاضلال والتضليل بتجنيد اقلام مستأجرة وابواق فاجرة من انصاف المثقفين لذر الغبار وحرف الانظار عن ما يدور وما دار.اقلام ساقطة تتسقط المنفعة الشخصية على حساب المصلحة العامة،فيما المثقف الحقيقي ومهمته التنوير و تعرية الساقطين اخلاقيا.

نحن لا نتكلم عن “نهاية التاريخ” ولا “موت الانسان”. نتحدث عن وطن نحبه جرى التلاعب به واللعب عليه،وصلبه على خشبة الجوع،الفقر،من لدنَّ نخبة اشقتنا، وجعلت حياتنا جهنم.ان نادينا بالحرية،اطبقوا السماء على رؤوسنا،وان طالبنا بالعدالة فتكوا فينا،عبثوا بالتنمية فتراجعت،لكن المهزلة الكبرى في تحويل التعليم الى تجارة ادت لبطالة مزمنة.

فاين نذهب يا الله ؟!.،بعد ان هرمنا واكتشفنا ان تاريخنا سرد كاذب لـ ” نخبة ” مختصة في بناء ناطحات سحاب من وهم، واقلام بارعة في التضليل والتجهيل ؟!. لقد هرمنا وهرمنونا، ليحصدوا اعمارنا قبل الاوآن،فكبرنا مبكراً، لنشهد ونشاهد احتراق الستارة وما  يدور على المسرح عياناً، من مشاهد بائسة وما يختبيء وراء الكواليس من صنائع مخجلة.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى