استقالة الحريري: ذكر إيران عشر مرات

استقالة الحريري : ذكر إيران عشر مرات

عمر عياصرة

استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري ليست بالحدث العابر، فقد جاءت لتعلن بوضوح عن اعادة تركيب التحالفات داخل لبنان من خلال انفراط علاقة الحريري مع نصر الله.
ظاهر الاستقالة عنوانه لبناني، وهو كذلك في بعض ابعاده، لكن في اعماقه هو جزء من صراع اقليمي – دولي، يريد اعادة لبنان الى واجهة الساحة الاصطراعية بين الخصوم الاقليميين.
السعودية قررت العودة الى لبنان، من باب صراعها مع ايران، فحين يعلن سعد الحريري استقالته من الرياض، في كلمة متلفزة، يذكر فيها ايران اكثر من عشر مرات، هنا تتبدى المعاني بقرار توحيد السنة، واعلان مواجهتهم الداخلية لحزب الله، ربما عودة لسيناريو 2005.
الحريري عاد للحضن السعودي، وهناك من المؤكد ترتيب اميركي لذلك، فالرجل كان تائها في الاونة الاخيرة، وآخر قرارته اعادة سفير لبنان لدمشق، وقبل الاستقالة التقى على اكبر ولايتي، ومن ثم عادت حليمة لأحضانها القديمة واصطفاتها التي تقدم الاقليم على لبنان.
لبنان لن يبقى كما كان في اثناء الازمة السورية، لن يستفرد به حزب الله وايران، فصفوف السنة ستتوحد، وهناك قوى اخرى غير السنة ستذهب للرياض، لكن السؤال الكبير: هل الصيغة الجديدة ستكون خيرا وسلاما على شعب لبنان.
سيعود، لبنان، ساحة للصراعات الاقليمية، وميدانا للتصدي لايران، ولا نعرف كيف سيتم الامر، هل سيكتفون بالصراع السياسي، ام هناك احتراب اهلي قادم، ام حرب من الخارج.
لا يعجبني، ولم يعجبن يوما سلوك حزب الله الطائفي الاستفرادي في لبنان، لن ذلك لا يعني اننا نريد لبيروت الموت شهيدة للاجندة الاقليمية البغيضة.
لا زلت اتمنى، ان بعد سنوات الربيع العربي المدمرة، التي حرقت الاخضر واليابس في سوريا والعراق واليمن وليبيا، كنت اتمنى ان نجلس ( ايران والسعودية ) للحوار وعقد التسويات الكبرى، فكل الدنيا تعقلنها الدماء الا نحن في المنطقة، نردد دائما بسريالية مقيتة : هل من مزيد.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى