رساله من 2017 الى ام الشهيد / زياد البطاينة

رساله من 2017 الى ام الشهيد

ان انقى ما يكتب و أروع مداد للقلم وإبداع.. هو دماء الشهداء طهر النور على الأرض، وما من أحد يجيد قراءة هذا الخطاب ويعرف نبله أكثر من أمهات الشهداء وحدهن يعرفن سر الخطاب ، فما أعظم الخطاب وقارئه سيما ان كن اردنيات …. نعم وحدهن الحرف والصفحات وهن زهر اليوم ومداد الغد ولن تصدأ أرواح هنّ مدادها.
يتسلل الفرح الينا من نافذة الأعياد خجولاً بعد ان توزعت الأحزان لتطرق أبواب كل البيوت.. لكن العيد ولو جاء في مثل هذه الأجواء يظل مشعاً بالفرح، وبالأمل.. لعل الغد يمسح دمع الحزن والألم.. والناس يتقلبون بين الفقر والغنى.. بين النجاة والبلاء.. بين الجوع والاكتفاء.. وكلها أحوال يتعرض لها العباد هنا أو هناك. والبشرية عرفت ما عرفته من سوء الأحوال سواء في كوارث الطبيعة، أم فيما تقترفه يد الإنسان من حروب، وعدوان، ونشوب للصراعات والنزاعات، ولا يُحصد على إثرها سوى الخسران.
يطل عام جديد ,…. وعلى أرض الاردن وثراها المقدس يشع نور الألق الانساني , من عبق العطاء , ومن طهر الفداء الذي ما انقطع عند الاردنيين يوماً , في حلهم وترحالهم , في كل شيء , في نهارهم , ليلهم , صيفهم , شتائهم , في صحوهم ومطرهم , في السلم وفي الحرب , في الأمن والامان
,
………. صفاً واحداً, تزغرد الأمهات في أعراس الشهداء.
نعم , يطل عام ويرحل آخر , وفي القلب حزن وأسرار شوق وبوح , وحنان أمّ تهمس بحنان لشهيد يهمّ عند الوداع أن يركع ليقبل يديها , تهمي دموع الأم: بنيّ يا شلال الضوء , ياسند العمر , يا نبع العطاء , لقد لبيّت النداء , فلا تتأخر , على وقع خطاك يزهر ربيع ويطل صيف , ويقبل شتاء ويهل الميلاد بالثلج والمطر , أحبيب عمري ورفة الروح بدفء دمك نتدثر , لا تحزن هنا , نمضي في أفق الصباح إلى مدارات الشوق , نتلقط الأخبار , نزهر بنصر ما كان لولا دم مهراق , بنيّ نحن في ضمير الكون بكم نكبر , نحن الأغنية تملأ الوديان تعشب الأرض , يهطل الشوق , يطفح الحنين , وانتم النغم والوتر .‏
بنيّ : شهيداً , شهيداً ,على ارض الكرك ارض اربد ارض الطفيله والسلط والرمثا لاجل ميلاد فجر جديد , وما كانوا عن نداء الوطن يتتأخروا ,
تعودون في الشتاء بياض ثلج, ودفء حنين وحكايات ذكرى , ومع الربيع طهر اللوز لايخلف موعداً , وشموخ الياسمين يزهو عالياً لاينحني لايتلون , ابني : لاتحزن أمس طفلة الروح غنت لك موالاً من الكرك من كل بقعه من بقاع ارض الاردن الطهور الذي نذر ابنائه انفسهم للذود عن حياضه
بنيّ : من عليائك ألا ترقب مواكب الفرح تبلسم الجراح , في سهرات الأطفال ,ها نحن نودع عاماً ونمضي إلى اليقين أنكم عبّدتم الدرب ,وصنتم العرض , ومن بهاء عطائكم تشع كواكب , فكيف لا نحتفي بالميلاد , بالعيد , بعيد جديد , كيف يا بنيّ: وهل أعظم من الفداء احتفاء ؟‏
اليوم , يولد من جديد ,اردن الوعد والعهد , الحرف والنور , دروب الأمل نصرها حبر الحق , وصوت الكرامة الإنسانية تعطي العام الجديد معنى ولها ومعها نصلي ونرددحفظ الله الاردن وقيادته وشعبه …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى