حبل غسيل

تلدُّ الغسّالاتُ حبالاً من الغسيل كقوس قُزح
قوسُ الغسيل يتدلى تحتَ ثقل الماء كبطن امرأةٍ حُبلى، لكن الملاقط تصلبه.
على الأرض ظل هذا الحبل، خيطٌ من النمل، يُغني فيه النمل
أغنيات الحياة التي يُرددها الجنود في طريقهم للموت.
في القيظ، حبلُ الغسيل مثل أسياخ اللحم فوق الجمر، تقطر دهناً وتثيرُ غريزة العُراة.
المُراهقُ يحسبُ المسافة الى حمالةِ صدر ساكنة البيت، شرفتان وسياج.
تثاءبت الزهورُ في أحواضها، ولعنت صبّارةٌ صغيرةٌ ملل الظل.
مهند العزب قال:”قد يُزهر الصبّار، فقط ليغرينا باروائه”.
الجارةُ في البناية المجاورة، لا تكفُّ عن انتقاد الغسيل، الأبيضُ مائلٌ للاصفرار كشاربي
رجل مُدخن، والأحمرُ باهتٌ ولا يوقفها الا صوتُ زوجها الذي يهمُّ بالخروج باحثاً عن فردتي
نعله الأسود، هي تعلمُ قبل أن تهمُ بالولوج لبيتهم أنه سيلعنُها لأنها لم تصبغ الحذاء بالطلاء
حتى ترى وجهها في نعله.
الجنودُ الذين مروا من هناك اثر عودتهم من الحدود، تشبعت مُخيلاتهم باللون، ولعقوا أحلامهم
بخمسة أصابع، ورووا حين عودتهم للثكنات محاسن صاحبة الحبل وقوامها الرشيق.
.
العجوزُ الضريرة خرجت الى الشُرفة تتحسسُ الغسيل قبل قطافه.
—————-
جلبةٌ في آخر الحكاية، يندفعُ صديقي القاص بممحاة، يمحو آخر سطر ويكتب:
تقفُ صاحبة حبل الغسيل أمام المرآة، وبيدها الهاتف، تعتذر من صديقها عن الموعد بسبب رداءة الجو، وتنظر نحو حبل الغسيل، تقفلُ السّماعة، تتحدثُ لزوجها الواقف على الحدود وتطالبهُ بشراء نشافةٍ للغسيل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى