هل قاد الاستخفاف بالمنسف الاردني الى نسف نشامى منتخبنا لفرص منتخب العراق..؟

#سواليف

هل قاد #الاستخفاف_بالمنسف_الاردني الى نسف #نشامى منتخبنا لفرص #منتخب_العراق..؟.
ا.د #حسين_محادين*
( 1)
من منظور علم اجتماع الرياضة والذي يدرس تبادلية العلاقة بين الاداء الرياضي التنافسي المحض بين اي فريقين، وبين ضرورة واهمية احترام الرموز الثقافية الوطنية لكلا المتنافسين.
وبناء على ما سبق ؛ لا تستقيم القراءة التحليلية /العلمية لواقع ونتيجة مباراة منتخبي العراق والاردن الفريدة في قطر ان بقيت رصدا وتحليل بحدود مستطيل الملعب الاخضر الذي إحتضها يوم أمس الاثنين ، فمقدمات الشحن النفس سياسي والتوظيف الخادش للرموز الحياتية/الغذائية في ثقافة الاردنيين قد استشار حمِيّة الجمهور والمنتخب الاردني معا نحو ما هو أبعد من حدود المنافسة الكروية المفترضة، والذي بدأت ذروته في استخفاف العديد من الاشقاء الاعلاميين والمحللين الرياضيين العراقيين عبر الاعلام البصري للأسف باحدى السمات القيمية المميزة لإعتزاز الاردنيين بكرمهم وموّحدهم الذهني والسلوكي تاريخيا وهو ذا مكانة عالية التقدير والاعتزاز في يومياتهم الثقافية بركنيها المادي والمعنوي في آن.
(2)
ان زج هذا الرمز الاردني ترابطا مع اتهام مدرب ومنتخب الاردن بتواطئه مع المنتخب البحريني بقصد الهروب من مواجهة المنتخب الياباني الذي فاز عليه العراق؛ إنما يعني ضمنا-كما زعم جل المحللين خطئاً – في جل تحليلاتهم
وتوقعاتهم فيمن سيفوز في لقاء المنتخبين.
ان هذا التشكيك والاستخفاف في حقيقية قدرات المنتخب الاردني الذي فاجأ المتابعين بادائه المتصاعد في المباراتين اللتان سبقتا مباراته مع البحرين؛ حيث قاد هذا المعطي المضاف الى تسارع وتيرة مهاجمة الاردن الوطن والهوية من قبل جل الاعلاميين العراقيين بعيدا عن حدود ومآلات نتيجة المباراة المنتظرة بشغف بين الاردن والعراق وهذا هو الاصل؛ ما يعني في النتيجة ان الخطاب الاعلامي العراقي لم يكن مدروسا بعناية؛ لابل لم يكن موفقا بالمطلق من زاوية التناول هذه تحديدا رغم اعتزازنا بتاريخية وخصوصية العلاقات الطيبة بين البلدين عبر اجيال والتي لم يعتد بها الكثير من المحرضين بعفوية او قصدية ضد الاردن بالمجمل.
(3)
يمكن الاستنتاج ان التلابز بالتعابير الواخزة والنهش الاعلامي والجماهيري المتبادل لاحقا بين اعلام البلدين الرياضي قد تدحرج وصعب ضبطه فغدا ككرة القدم التي كانت تُركل بالانفعال الواخز والأقدام عِوضا عن سيادة المنافسة الرياضية العفيفية في ملعب هذه المواجهة والتي كانت بعيدة عن قيم الرياضة التنافسية المفترض دوام سيادتها كي لا تاخذ مضامين هذه البطولة معانِ سلبية مست-للاسف- الرموز الوطنية والغذائية لكلا البلدين والتي قادت مشاهد من هذه المبارة الى كل تلك الخشونة لعبا ومشاهد تمثلية غير لائقة برقيّ الرياضة الكروية بعد ان جعلت من مضامين ورمزية المنسف الاردني مادة مؤجِجة للضمير والاداء الرجولي للاعبينا قبل واثناء وبعد انتهاء المباراة؛ وبالتالي قادت وزادت في استأسدهم نحو تتويج فوزهم المذهل للعالم الرياضي الذي تابعه خصوصا في الدقائق الاخيرة من الوقت الاضافي للمباراة.
اخيرا .
هذه مرارة وحلاوة كرة القدم كثنائية للتناوب في منافسات جميع الفرق والبطولات في العالم.
الف مبارك لنشامى المنتخب الاردني الأغر، وحظا اوفر للمنتخب العراقي العريق ايضا.
*قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى