رمضانيات…… / خالد الزعبي

رمضانيات……
أأأأأذذذذاااان
في رمضان زمان حيث كنا صغار كانت امي رحمها الله تطلب منا ان نصوم ﻷول النهار في محاولة منها لتعودنا على الصيام اول بأول وبذلك كنا نمنح انفسنا شئ من الننشوة التي يشعر بها الصائم فتعطينا جزء من كبرياء مفقودة لدينا نحن الصغار ، وفي اخر ثلاثة ايام من الشهر كنا نصومها كاملة فيما كان يعرف بصيام (حمامات مكه) عندها كنا وفي منتصف النهار نكاد نفهق من شدة العطش فنغرق رؤسنا بالماء البارد حتى نبدوا كالكتاكيت المبلله أونتعبط خابية الماء الملفوفة بالخيش المبلل بالماء كعرنوس ذرة اونفترش المصاطب الباردة كالدمى المهملة ،وعند الغروب كنا ننتشر كاسراب اﻷوز من الحارات واﻷزقة باتجاه ساحة المسجد الوحيد في القرية ننتظر صعود شيخ المسجد لدرجاته الخارجية العتيقة ليعتلي السطح معلنا موعد الإفطار حسب توقيت ساعه يده الجوفيال اﻷصلية وما ان يودع كفيه شفير اذنيه الله أكبر حتى تنطلق صيحاتنا أأأأأذذذذاااان … لنقفل عائدين للبيوت كالريح المرسلة ،
وعلى البوابة كانت تنتظرنا الصحون المغطاة في مهمة اضافية لنا نحن الصغارلنرسلها للعمات والخالات والجيران في صورة ولا أجمل من صور التكافل الإجتماعي ،وما ان نتناول طعام الإفطار والذي كان على الأغلب خالي من الدسم(طبيخ السميده باللبنيه، طبخة الزقاريط ياللبنية، آذان الشايب ، الجعاجيل ، المفتول ، المطابق بزيت الزيتون البلدي، المجدره بالعدس ، الشخاتير …الخ )اكلات ولا اطيب كانت تتناوب يوميا على مائدة الإفطار لننطرح بعدها وبطوننا مثقلة بالماء كالبلالين الممتلئة بالهواء تتجاذبنا نعسات حمقى كنا نتفلت منها حتى لانقع في أسرها فتضيع علينا صلاة التراويح وشغبنا العفوي البرئ خلف صفوف المصلين والذي كان يوقعنا في مواجهة غير متكافئة مع امام المسجد رحمه الله ولسعات حزامه الجلدي الموجعة والتي قل ما يسلم منها احد ومع هذا كنا نتحمل انها مشاكسة الصغار … ما أجملها من ذكريات عشناها ببراءة مفرطة كم اتمنى لو أنها تعود الآن من جديد……،،،،

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى