رفيق الدرب المخلص / علاء عبد الحميد بني نصر

رفيق الدرب المخلص

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد :
نعيش الآن أيام حارقة و ملتهبة حيث تصفعنا أشعة الشمس و يكوينا النسيم الدافئ يجعلنا عاجزين غير قادرين على الحراك ، ومن حيث وضعية السكون القاتل يصيح أحد أفراد العائلة : “ول يلا نطلع تحت الشجرات وبين الهوا البارد” ، وهنا يعجب الأب بهذه الفكرة ويصرخ قائلا : “يلا يا ولاد جهزوا حالكو عشان نطلع” ، بعدها يصاب البيت بحالة من الاستنفار و تتقافز العائلة في جميع أنحاء البيت بحثا عن حاجيات الرحلة .
وبعد أن يصبح كل شيء جاهزا وتتم الطقوس المعتادة من صراخ و استعجال وتذكير وغيرها ، تنطلق العائلة الكريمة نحو هدفها إلى المروج الخضراء إلى الأشجار اليانعة إلى النسيم العليل وعند الوصول يصرخ الأب قائلا : “يلا انزلو هون قعده مرتبه” ، ولكن سرعان ما يصرخ قائلا : “يلا نشوف محل ثاني” ، ويتفاجئ الجميع قائلين : “ليش يابه المحل مرتب ومافيه ناس حوالينا” ، يرد الأب معللا : “والله يابه كلها زبالة والشجر مكسر بلاش حدا يوقع عليه” ، فيرضى الجميع بقرار الأب ولكن في قلوبهم حسرة لأنهم أضاعوا مثل هذا المكان الجميل ، تترنح السيارة تارة تسرع و اخرى تبطئ و تارة تقف وأخرى تمشي في محاولة لإيجاد المكان المناسب .
وفي النهاية يرضخ الأب ويعود للمكان الأول وذلك لأنه لم يجد الا القمامة في كل مكان وكأنها الرفيق في الدرب .
هذا مثال بسيط لواقع الاماكن السياحية وما تعانيه من إهمال من جميع الاطراف ((من اداره الموقع ، وزارة السياحة ، زوار)) .
فالزائر يلقي القمامة في كل مكان حتى بجوار مكبات النفاية ( إن وجدت طبعا ) كأنه لم يأتي إلى هذا المكان لكي يستمتع و يرفه عن نفسه وأيضا كأنه يجبر الذي يأتي من بعده على أن يرى قمامته .
وهنا أتسائل ما العيب أن تترك المكان نظيفا و تجمع نفاياتك و تلقيها في المكان المخصص وإن لم تجد مكان لها في الموقع احتفظ بها حتى ترى اقرب مكب .
وأما بخصوص إدارة الموقع و وزارة السياحة ، لماذا لا تتم تغطية كافة الاماكن السياحية بحاويات لجمع القمامة تفي بالغرض وليس حاوية أو اثنتين للموقع كاملا ولماذا لا يتم فرض غرامات وعقوبات على كل من يلقى القمامة أو يقوم بالتخريب ، لماذا لا يتم توزيع مراقبين أو تركيب كاميرات مراقبة إن لزم الامر لمراقبة افعال الزوار ومعاقبة كل مخالف ..
يجب المحافظة على البيئة والأماكن السياحية فهي المتنفس الذي نلجأ إليه كلما ضاقت الصدور و غمت القلوب ، في دول أخرى يقومون ببناء طبيعة مصطنعة لكي يلجأ اليها المواطن كلما أحس بالضيق و هنا لدينا الطبيعة من الله و تسحر القلوب و تذهل العيون ولكن نهملها و نقوم بتدميرها حتى نفقدها بالنهاية …
لا داع لان تكون القمامة هي رفيقنا المخلص في الشارع و الاسواق و الاحراش والاماكن السياحية.
عبر عن نفسك وحافظ على نظافة الامكنة التي تزورها ولا تنجر وراء افعال الاخرين ( مارح تفرق مهي كلها معبية زبالة).
حافظوا على البيئة فهي لكم هي رئتكم هي فرحتكم …
لا عيب في إزالة مخلفاتكم ..
هذه نعمة من الله فحافظوا عليها قبل أن تزول ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى