خبراؤنا ومؤسساتهم / امجد شطناوي

خبراؤنا ومؤسساتهم
عندما يراقب شخص ما ذو قدرات متواضعة لعبة الشطرنج بين لاعبين محترفين فإنه يقول لو لعب الحركة كذا لكان أفضل او يحاول فهم ما ينوي أحد الخصمين فعله بالآخر ويتوقع ما هي الخطوة القادمة بالتأكيد وأجزم بنسبة كبيرة جدا انه سيكون هو بواد واللاعب المحترف في واد آخر وكذلك هو عالم السياسة بين العالم الغربي المحترف ومن يدعون انهم خبراء في السياسه في عالمنا العربي ان لم يكن كلهم فجلهم .
اقول من خلال اطلاعي على مقالات او تحليلات سياسية في عالمنا العربي ان اي منهم لم يقترب ولو لمسافة بعيدة مما سوف تكون عليه الخطوة القادمة وما هو الا بوق لمقال غربي مخادع ومخطط له سواء علم او لم يعلم او لجهل به لابجديات علم السياسة او لانه لم يمتلك عملية الفكر المركب المغلف .
علم السياسة في العالم الغربي فكر مؤسسات وفكر ذو عقل جمعي ترسم في غرف مغلقة مع خلاصة عقول دهاة دولهم مع توفر كم هائل جدا من المعلومات تم جمعها من قبل مؤسسات ضخمة وقديمة بقدم دولهم .
الان اروني كيف لفرد مهما بلغ من الذكاء ذو فكر أحادي ان يتنبأ بالخطوة القادمة او ان يحلل الحدث الواقع وهو يعيش ضمن واقع ابعد ما يكون عن الفكر الجمعي او فكر المؤسسات وفي بيئة معيار الكفاءة بها المحسوبية او الشللية او الطائفية او الجهوية او الإقليمية او في بيئة فيها الفكر محجور عليه لا ترون الا ما أرى ما بالكم كيف تحكمون.
في الختام اقول العالم مقسوم بين صانع الأحداث او فعل لردة فعل لصانع الاحداث او محايد يكون كحجر الرحى للاول والثاني.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى