الآرادنولوجيا.. عيشة من ورا لورا

الآرادنولوجيا.. عيشة من ورا لورا

فهمي عبدالعزيز / باحث انثروبولوجي

عندما تأسست #الإمارة/الدولة ” #الآرادنية” تم التعاقد بين “الحاكم” و” #الآرادنة” بموجب ” #عقد_اجتماعي/ #دستور” يسود فيه الطرف الأول ولا يحكم، وإنما بوساطة وكلائه رئيس الوزرا ووزرائه، ويتولى الطرف الثاني سلطة تشريع الحكم وشرعنته ومراقبته، ومنذ البدء “الآرادنة” الأفراد بفرعيهم الرعيان والحراثين شغلوا مهام “الحرس الوطني العسكري”، وبمرور زمن تطور بنية الدولة صاروا “حرسا مدنيا”، أدوارهم ذاتها منبثقة من نمطي الإنتاج؛ الرعوي وملخصه مثل شعبي:”الشلية إلي بلا مرياع.. فلوتية”، والحراثي يُلخصه مثل: “ما بحرث الأرض إلا عجولها”..؟!

كما تم استنساخ علاقة “شيخ- رعية” وفق البنية السياسية التقليدية للقبيلة، وعلى مدى تطور الدولة المُفترض إنه إلى أمام مش لورا.. تم تعطيل وتغييب المجالس التشريعية، تنام أحيانا وتصحو حينا، وأخذ ذوو النعمة المحدثة صعود سلم بناء الدولة الفوقية في حين بقي “الآرادنة” جيلا بعد جيل “على حطة إيديهم” في الرعي والحراثة، وما أن تداهمهم الكهولة يتقاعدون بما تيسر من رواتب تتقزم بمرور الزمن، لا ينقذهم إلا ما ورثوه من أراضي الأجداد والآباء إلي كان يعز عليهم ملء بطونهم “مرقه”، يبيعونها لأجل عيشة الكرامة الكريمة، أو رهن رواتبهم وما تبقى من أراضي لأصحاب البنوك المتكرشة، بينما الوعود ذاتها تمضغها #الحكومات “علكة” خلصت مدتها بشارة تلو أُخرى..؟!

آخرها بشارة بِشر مبشرا ونذيرا أن أيام “الآرادنة” الأجمل لم تأت بعد، والمستقبل الأفضل قادم لا محالة، لكن كما العادة ذاتها ” #سوالف_العجايز” سرعان ما تمحيها الحكومات “بالمحاية”، إذ تبين لهم أن المقصود بمفهوم المستقبل هو الذي يراه “البدائيون” خلفهم وفق ما خلص له #الأنثروبولوجي الأمريكي “مارشال سالينز”؛ فما زال مستقبلهم وراءهم رعاة وحراثين؛ خرافهم لمشاوي الليالي الملاح الحمرا، و”بكس البندورة” لذوي النعمة وبالكاد “يغمسوا” منها “قلاية”، بينما انخفض مؤشر بورصة ” #الآرادنولوجيا ” تعريفة .. و”الآرادنة” عيشتهم بعدها من ورا لورا..؟!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى