تجريم المقاطعة / عاهد العظامات

تجريم المقاطعة
كتب: عاهد الدحدل العظامات

فوجيء معظم الأردنيين مؤخراً بتلك الفتوى الغريبة التي أصدرها رئيس هيئة الإنتخابات خالد الكلالدة والتي تجرم كل اردني يقاطع الانتخابات النيابية المقبلة دون ان يستند إلى نص قانوني او دستوري.. متجاهلا في الوقت ذاته تلك الأسباب الحقيقية التي دفعت الاردنيين للتفكير بالمقاطعة أو حتى عدم الاهتمام بالحراكات الانتخابية والتي جاءت نتيجة فشل المجالس النيابية السابقة وخضوعها لتغول الحكومات إضافة إلى فشل كل الأنظمة الانتخابية في فرز مجالس نيابية تمثل الإرادة الشعبية الحقيقية.
يعلم الدكتور الكلالدة ان المواطن الأردني لم يعد يثق بأي عملية سياسية سواء كانت انتخابية او عمليات إصلاح شكلية.
فقد عانى المواطن في السنوات الأخيرة الكثير من الغبن والفقر والجوع والظلم ولم يجد من يدافع عنه حتى من بين النواب الذين انتخبوهم ليمثلونهم.. فكيف نجرم مواطناً يرفض ان يمارس الزور والغش..ولا أريد هنا ان أذكر معالي الكلالدة بحجم المعاناة التي وقعت على المواطن الأردني في عهد حكومة عبدالله النسور ومجلس النواب السابع عشر…
ولا أريد ان اذكره كذلك بما ذهبت اليه تلك الحكومة في كبت الحريات خاصة وان قانون الانتخابات الجديد التي ستجرى الانتخابات القادمة بموجبه هو صنيعة تلك الحكومة وهذا بمفرده يدفع الاردنيين للمقاطعة..اذا كان للكلالدة الحق في تجريم أحد فعليه وهو يساري معارض سابق ان يجرم الفاسدين من وزراء ومسؤولين نهبوا مقدرات الوطن واثقلوه بالديون وعاثوا به خرابا…
عليه ان يجرم من خانوا الوطن ولوثوه وأنهكوا شعبه..ليس من حق احد ان يجبر مواطنا أن يعارض نفسه ويمارس حقه بطريقة سيئة مزورة.. ولا احد له الحق في إطلاق الاحكام جزافا دون وجه حق.وخلاصة القول أن الطعن في حقيقة انتمائه لوطنه ليس من حق الكلالدة وغيره ان يتلاعب به…
وعلى رئيس هيئة الانتخاب ان ينصرف إلى عمله حسب نصوص القانون ولا ينصب نفسه قاضيا استثنائيا يتهم ويجرم شعبا بأكمله.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى