د. خالد الكركي .. لهذا السبب قدمت استقالتي من عضويّة مجلس أمناء المركز الوطنيّ لتطوير المناهج

سواليف – رصد

قدم #الدكتور #خالد_الكركي رئيس مجمع اللغة العربية في معرض كلمة ألقاها في مؤتمر «نهضة التعليم في الأردن في مئة عام» الذي نظمته جامعة مؤتة الثلاثاء الماضي ، حيث اصطحب الحضور فيها الى صفٍّ مدرسيّ كان في زمنٍ عربيّ أردنيّ سابقٍ ، وصفا لوضع التعليم الذي كان سائدا ايام زمان واصفا اياه بالجميل، سواء ما تعلق بالمدرسة ومرافقها ومعلميها او المناهج التي كانت تدرس انذاك، ثم عرج على ما آل اليه التعليم في الوقت الحاضر .

وحول سبب استقالته التي قدمها للرزاز في عام 2019 من عضويّة #مجلس #أمناء #المركز الوطنيّ لتطوير #المناهج ، قال الكركي :

تداول النّاس كلاماً لي قلتُه في مجلسٍ آخرَ قبل سنين، ذكرتُ فيه أنّا «قَدْ خُدِعنا». خُدِعنا لأنّ مرجعيَّتنا في التعليم الأردنيّ راسخةٌ في ذاك الزّمن الجميل، زمنِ الفلّاح والبلاد وشباب العرب الّذين يريدون أن يعيشوا «أعزّة كِراما» كما تعلّموا من عودة أبو تايه وإبراهيم الضمور وكايد المفلح العبيدات وصايل الشهوان ونمر بن عدوان. لكنّهم وجدوا فقراً قد نخر العظم، وفساداً قد نخر البيت، وتعليماً تتنازعه مصالحُ وجهاتٌ وأفكارٌ لا تشبه قلبَ الولد الذي علّمَه الشيخ راسم اللّبدي، الّذي لم يكن قد سمع بحاجة السّوق أو الليبراليّة أو بعطاءاتٍ للتأليف والصيانة ووضع الأسئلة وإجراء الامتحانات. علَّم ولداً لم يكن ممكناً له أن يربط بين الدّين والتطرّف، إذ كان بينه وبين شيوخه ستارة واحدة، واحدة فقط، ستارةٌ من خُلُقٍ ومودّة، وما كَبُرَ هو وأصحابُه الصّغار ليقبلوا الإرهاب باسم الإسلام، كما يظنُّ بعض المتطفّلين على الوطن وتاريخه السَّمْحِ العريق.
لقد قدّمت استقالتي من عضويّة مجلس أمناء المركز الوطنيّ لتطوير المناهج لدولة الدكتور عمر الرزّاز قبل عامَين، أخبرته فيها عن إرث أبي الفلّاح، الحاج عبدالعزيز الكركي رحمه الله، وإرث أبيه منيف #الرزاز رحمه الله، واستودعتُه سلاماً على روح المرحومَين أخيه وأخي، الكاتب الفذّ مؤنس الرزّاز والعسكريّ العقيد سليمان الكركي، اللذَين رحلا قبل أن يقلّا مثلنا اشتياقاً، وقبل أن يكون حال المكان في هذا الزّمان: «ربّما رأيتُكَ تُصفي الودّ من ليس جازيا».
قدّمتُ استقالتي، لأنّ رياح التطوير المطلوبة لم تكن تجري بما يشتهي المعلّم، والطالب، والأهل، والوطن، ولأنّ حجم التدخّل في شأن المناهج من خارج الخبرات الوطنيّة الحقيقيّة أصبح أصلاً لا فرعاً عند أهل «التطوير»، الّذين قال بعضهم عنّي وعن أصحابي إنّنا «متهالكون» و»منافقون». «متهالكون»، لأنّا ما اسطَعْنا الترحيب بالعطاءات والمناهج الأجنبيّة مستدرجين رضاً عالميّاً استعلائياً لامعاً فارغاً زائفاً ما احتاجه يوماً ذاك المعلّمُ الذي كنتُه في مدرسة الكرك الثانويّة في آخر الستّينات ومن ثمّ في مدرستَي الحسين ورغدان، والأكاديميُّ بعدها والسياسيُّ ورئيسُ مجمعٍ يريد في خريف عمره أن يكون جزءاً من الحفاظ على اللُّغة العربيّة، مخلصاً لكلّ من علّمه حرفاً في قريته البعيدة القريبة، على أنّه أضحى، كما يبدو في هذا الخريف، شيخاً عربيّاً غريبَ الوجه واليد واللسان، لأنّهُ تعلّم الأبجديّة هنا قرب مؤتة، لِصْقَ جناحَي جعفر الطيّار.
قُبِلَت استقالتي في ردّ لطيف، إذ ربّما رأى الدكتور عمر بين سطورها بيتين للقاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني:

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى