البحث عن الدائرة / رامي علاونة

البحث عن الدائرة
شعر بشئ من الحنق عندما لم يجدها، فهي حقه المشروع الذي يمارس من خلاله بقية حقوقه التي كفلها له الدستور كمواطن كاراكوزي. قرر ان يبحث عنها قبل فوات الأوان، فذهب الى المؤسسة الحكومية المعنية ليسأل فيها عن “دائرته”.
دخل الى المؤسسة فإذا بصف من اربعة كاونترات. سأل الموظف في الكاونتر الأول: انا ما لقيت دائرتي، وين ممكن الاقيها؟
الموظف: ما عندي دواوير. شوف الكاونتر اللي جنبي.
اقترب من الكاونتر الثاني وسأل الموظف: يا أخي دائرتي ضايعة، شفتها؟
الموظف: إرجع بعد بكرة، او شوف الكاونتر اللي جنبي.
توجه الى الموظف في الكاونتر الثالث وسأله: يا رجل دائرتي مش مْبيّْنة! وين بلاقيها؟
الموظف: ماليش دخل بالهندسة…شوف الكاونتر اللي جنبي.
ذهب الى الكاونتر الرابع وسأل الموظف: يا ابن الحلال الناس قالولي بلاقي دائرتي عندكو و زملائك كل واحد بقولي شوف الثاني! شو هالقصة! وين دائرتي؟
الموظف: والله يا اخي ما بعرف عن شو بتحكي! بإمكانك تفوت تشوف المدير. هاي مكتبة قبالك.
(دخل الى المدير): قوَّك يا مدير! يا زلمة شو هالسولافة الطرما! ما حدا من زلمك عارف وين دائرتي!
المدير: هدِّي حالك يا اخي! شو دوائر و مربعات! عن شو بتحكي؟
صاحبنا: دائرتي “الانتخابية” يا رجل! بعثت رقمي الوطني برسالة على الرقم اللي اعلنتوه وطلعلي الرَّد: “هذا الرقم غير مسجل في القوائم الانتخابية”!
ليش مش مسجل؟ هو انا مش مواطن كاراكوزي زي هالناس! وين انتخب؟ اروح عالمريخ يعني؟!
المدير: آآآه بسيطة يا أخي! شو موبايلك؟
صاحبنا: آي فون، بس شو دخل أخت موبايلي!
المدير: لأ… قصدي الشركة.
صاحبنا: ڤيڤا
المدير: معناته راجع شركة ڤيڤا، هم ممكن يفيدوك. إحنا هون لحل المشاكل الانتخابية “المزمنة” و”المعدية” فقط!
صاحبنا : عُمرْه لا حدا انتخب! ثم يغادر المكتب (وهو يتمتم): ريتكو بالفالج اللي ما تلاقوله معالج… لا بكاراكوزيا ولا بالخارج!
المدير: وقف وقف! إيش بتقول؟
صاحبنا: سلامتك! بقول ديروا بالكو على “صحة” “العملية” الانتخابية!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى