خُطبة “عَمْصاء” / رامي علاونة

خُطبة “عَمْصاء”
وصل الى القاعة، فوجد حشدا غفيرا بانتظاره عند المدخل. سلَّم عليهم، ثم رافقه أحدهم الى الداخل و أرشده الى المكان المخصص له. جلس في مكانه و ما هي إلا دقائق حتى أحضر له أحدهم المايكروفون.
وقف أمام الحضور خطيبا فحياهم و شكر من استضافوه للحديث باسمهم، ثم بدأ بالحديث عن الظروف المحيطة في البلد و موقفه -أي البلد- من الصراعات المحيطة و قضية اللاجئين التي باتت همَّا عالميا.
شرح لهم نظرته حول كل ما يحدث و رؤيته “الفذَّة” للخروج من الأزمة بأقل الخسائر لكل الأطراف.
أخذت خطبته منعطفا آخرا عندما بدأ “الطخ” على الحكومة و انتقاد سياستها الاقتصادية القائمة على جيب المواطن. نوِّه الى العواقب الاقتصادية و الاجتماعية المترتبة على هذه السياسة و اقترح “كمشة” من الحلول التي كان أولها رحيل الحكومة الى غير رجعة.
تفاعل الحضور مع رؤيته و مقترحاته، فكانت الرؤوس المهتزة و نظرات الإعجاب طاغية على المشهد.
أعطاه ذلك دافعا للاستمرار، فتطرق الى الفساد و المحسوبية و الأجندات الخاصة، و الى دور المواطن في التصدي لها.
أسهب في الحديث، فبدأ بعض الحضور بالنظر الى ساعاتهم، و دخل بعضهم الآخر في “غفوة” عميقة لم تخلو من بعض “الشخير”. أما الشباب، فانصرفوا الى تفقد هواتفهم الذكية و لعب الكاندي كرَّش و تصفح الفيسبوك و تويتر.
استفاض صاحبنا في الطرح، فعرَّج على قضية البطالة و الشباب و ضرورة إشراك الشباب في التنمية و صنع القرار للنهوض بالبلد.
هنا، ارتفع صوت شبابي من أحد أركان القاعة:
دولتك، ليش ما كنا نسمع هالسوالف و انته بالحكومة؟
صوت آخر:
خلِّي الشباب بحالهم معاليك! الكبار ما فيها فايدة!
صوت ثالث:
بُّقْ هالبحصة سعادتك! بَرْدَتْ “الماخودة”!
أدرك صاحبنا أن المقام لا يتسع لكل هذه السوالف التي لا تسمن و لا تغني من جوع، فختم خطبته “العمصاء”:
“أيها الجمع الكريم، جئناكم على رأس هذه “الجاهة” الكريمة طامعين بشرف مصاهرتكم، طالبين يَّدَ كريمتكم الدكتورة نيڤين لابننا المهذَّب الدكتور عوض”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى