خُطبة “عَمْصاء”
وصل الى القاعة، فوجد حشدا غفيرا بانتظاره عند المدخل. سلَّم عليهم، ثم رافقه أحدهم الى الداخل و أرشده الى المكان المخصص له. جلس في مكانه و ما هي إلا دقائق حتى أحضر له أحدهم المايكروفون.
وقف أمام الحضور خطيبا فحياهم و شكر من استضافوه للحديث باسمهم، ثم بدأ بالحديث عن الظروف المحيطة في البلد و موقفه -أي البلد- من الصراعات المحيطة و قضية اللاجئين التي باتت همَّا عالميا.
شرح لهم نظرته حول كل ما يحدث و رؤيته “الفذَّة” للخروج من الأزمة بأقل الخسائر لكل الأطراف.
أخذت خطبته منعطفا آخرا عندما بدأ “الطخ” على الحكومة و انتقاد سياستها الاقتصادية القائمة على جيب المواطن. نوِّه الى العواقب الاقتصادية و الاجتماعية المترتبة على هذه السياسة و اقترح “كمشة” من الحلول التي كان أولها رحيل الحكومة الى غير رجعة.
تفاعل الحضور مع رؤيته و مقترحاته، فكانت الرؤوس المهتزة و نظرات الإعجاب طاغية على المشهد.
أعطاه ذلك دافعا للاستمرار، فتطرق الى الفساد و المحسوبية و الأجندات الخاصة، و الى دور المواطن في التصدي لها.
أسهب في الحديث، فبدأ بعض الحضور بالنظر الى ساعاتهم، و دخل بعضهم الآخر في “غفوة” عميقة لم تخلو من بعض “الشخير”. أما الشباب، فانصرفوا الى تفقد هواتفهم الذكية و لعب الكاندي كرَّش و تصفح الفيسبوك و تويتر.
استفاض صاحبنا في الطرح، فعرَّج على قضية البطالة و الشباب و ضرورة إشراك الشباب في التنمية و صنع القرار للنهوض بالبلد.
هنا، ارتفع صوت شبابي من أحد أركان القاعة:
دولتك، ليش ما كنا نسمع هالسوالف و انته بالحكومة؟
صوت آخر:
خلِّي الشباب بحالهم معاليك! الكبار ما فيها فايدة!
صوت ثالث:
بُّقْ هالبحصة سعادتك! بَرْدَتْ “الماخودة”!
أدرك صاحبنا أن المقام لا يتسع لكل هذه السوالف التي لا تسمن و لا تغني من جوع، فختم خطبته “العمصاء”:
“أيها الجمع الكريم، جئناكم على رأس هذه “الجاهة” الكريمة طامعين بشرف مصاهرتكم، طالبين يَّدَ كريمتكم الدكتورة نيڤين لابننا المهذَّب الدكتور عوض”.