خُطبة القِمِّة!!! / د. ناصر نايف البزور

خُطبة القِمِّة!!!
و نحن على أبواب القمّة العربية، نرى الاهتمام الكبير بتنظيف شوارعنا و تنظيمها و تعبيدها فندعو الله لو كانت جميع أيّامنا قمم عربية و آسيوية و حتّى آروبية…. يعني قمّة في الرمثا و أخرى في الطفيلة و أخرى في رويشد… فتصبح مدننا الطرفية المنكوبة عامرة و مزدهرة… 🙂
على الأقل يمكن أن تحظى أمثال هذه المدن المُهمّشة بتغطية إعلامية كافية ليتعرّف العالم على ثقافتنا فنحقّق على الأقل النجاح في الترويج السياحي لقنابل “الكباب” الرمثاوي و رياضة التزلّج على كثبان رمل رويشد و عراقة أصالة جميد الطفيلة و الكرك….
فكما يعلم الجميع فإنّ البيان الختامي للقمّة قد تمّت صياغته بالحرف منذ أسابيع كما قال يوماً حكيم حكماء العرب “القزّافي” 🙂 يااااه…فعلا سنفتقد هيلماته و همبكاته و شطحاته 🙁 فلا جديد تحت الشمس و لا فوق القمر و لا في البحر المش ميّت…. يعني كما تقول “العجائز” عندنا: صافية وافية…الطابق مكشوف…ما في باليد حيلة… شيلة بيلة… 🙁
و ما دام هذا هو الواقع الأليم و هذه هي الحقيقة المرّة، فقد كنتُ أتمنّى لو كان افتتاح القمّة في يوم الجمعة… كان من الممكن تكليف شيخ و خطيب مفوّه لإلقاء خطبة الجمعة في مقر القمّة؛ و بما أنّ فعاليات القمّة منقولة على الهواء، فقد كان من الممكن اعتبارها خطبة جمعة موحّدة للعالم العربي و الإسلامي فتكون القمّة قد حقّقت بعض الأهداف الحقيقية في شحذ الهمم و تذكير السامعين و المتابعين و الحاضرين بما لا يستطيع الكثير من المجتمعين البوح به لا شجباً و لا استنكاراً كالدعاء الذي نسمعه كل جمعة منذ سبعين عاماً: اللهمّ عليك باليهود و من هاودهم… اللهمّ أحصهم عدداً و اقتلهم بِدداً… اللهمّ فرّق جمعهم و شتّت شملهم و رمّل نساءهم و يتّم أطفالهم…. و سلّط عليهم من يسومهم سوء العذاب 🙁
و الله يا جماعة كأنّ شيوخنا كانوا يدعون على شعوبهم طيلة تلك العقود و كأنّ دعاؤهم كان مُستجاباً 🙁 فقد تفرّق جمعنا… و تشتّت شملنا… و رُمّلت نساؤنا… و يُتِّم أطفالنا… و تسلّط علينا من يسومنا سوء العذاب من مشارق الأرض و مغاربها… 🙁 يعني هاي صدفة ولّا مؤامرة 🙂 و الله أعلم و أحكم… 🙂

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى