أسواق مدينة الزرقاء والزمن الجميل / نبيل عماري

أسواق مدينة الزرقاء والزمن الجميل
بعض الأماكن لها بالقلب ذكرى وذكريات ومنها الأسواق والدكاكين القديمة لمدينة الزرقاء بوابة عمان الشمالية ، وأسواق ودكاكين الزرقاء الجميلة غنية بالجمال مع تواضعها، ففيها أسواق الذهب والثياب وتجار الجملة ، هذه الأسواق كانت تستقطب الزوار من عمان وقرى وبوادي وأرياف مدينة الزرقاء ، لما توفره من سلع ريفية ومواد غذائية بأسعار متهاودة، . وتتوزع في دكاكين تنتشر على الجانبين، أبوابها الخشبية القديمة وحتى أبوابها الحديدية تدل على أصالتها وعراقتها في ذلك الزمن الذي عشناها في زمن ستينات وسبعينات القرن الماضي ، فالزرقاء والتي رغم صحراويتها تظل تشعل في القلب حنين لماضيها الجميل وخاصة اسواقها الزاخرة بكل شيء جميل ، عندما تمشي في اسواقها تشدك رائحة القهوة من بن السرور ومحلات شهناز وكت كات وتشدك رائحة فلافل بيت الدرج مقابل سينما النصر وساندويشات ابو وجية بتلك السلطة الطيبة ، ومطعم ابو اكرم حمص فلافل مع تصليحة ومطعم فلافل وسندويشات عبدالله وشعارها والذي أصبح على كل لسان هذه الفلافل الزاكية هل أكلت منها يا عبد الله ، وفي ليالي الشتاء الباردة يشدك الرغبة في شيء حلو تمشي تلقائياً إلى حلويات وكنافة الجامعة العربية والتي اصبحت تسمى بالقاضي عند دخلة الحسبة ومقابله بائع العوامة والذي يقلي العوامة ببراعة نادرة عندما يرمي حبات العوامة بالزيت وبسرعة رائعة وبعدد كبير من الحبات دون النظر إلى جاط او لقن القلي ويخرجها ويجعلها تفغ بالقطر ومن اوائل صناع الحلويات في الزرقاء محلات ابو عدنان في شارع الأمير شاكر ، ومطعم وحلويات أمية ، وحلويات الحشوش بجانب بنك القاهرة القديم وكذا حلويات نابلس بجانب صيدلية مطالقة وقد كان مشهوراً بعمل الوربات بأنواعها يعرضها على الرصيف وهي ساخنة ويضع بعض حبات الكرز الأحمر للتزين فيباع السدر بسرعة البرق ، وهنالك الكيكس بالكريمة البيضاء والمرشوش بجوز الهند الملون ويباع بسدور توضع على عربات تزور كل حارات الزرقاء ويقطع بمجحاف ويلف بورق ناعم وكانت تباع الحبة بقرش هو والكيكس وقد اشتهرت به الزرقاء أما أشهر محل بالزرقاء لبيع قوالب وقطع الجاتوه كان ستراند بطعمه الشهي ، إما صباح يوم الجمعة تجد الناس يقفون بصحونهم عند مطاعم الحمص والفول بعضهم يلبس البيجامات المقلمة ينتظر الدور ومن تلك المطاعم مطعم احمد رحمة الله عليه وهو الذي كان يصنع الفول والحمص في ادوات نحاسية قديمة تعطي نكهة للحمص والفول حيث كان يجلب الحمص البلدي من اربد والذي له نكهة خاصة ، وكذا مطعم حسن وغيرها من المطاعم والتي كانت منتشرة بالزرقاء ، أما محلات البوظة والبراد كان أشهرهم بوظة الرشيد ودمشق . وسوق الزرقاء له فصول فشهر اب هو شهر شراء مستلزمات المدارس من دفاتر واقلام وورق تجليد وطوابع كلها كنا نجدها عند مكتبة السعادة وكذا مرايل المدرسة تجدهم عند كرافيل و مع اقتراب فصل الشتاء تبدأ الأمهات بنسج الجرازي والكنزات من صوف وكلف تشترى من محلات حوا ، ومرقة ، والقادسية ، إما ما يتعلق بحصة الرياضة تجد ما تحتاجة عند محلات بسيسو من شورتات وبلايز او تلك الإبواط الصينية بنوعين نوع غالي بخط ابيض 75 قرش ونوع بلا خط بنصف دينار ، ومع اقتراب موعد الإعياد تجد الإسواق مكتظة بالناس تجدهم عند بوشة ، وكرافيل ، محلات بردى , ، وجورج نعمة ، اوديت ، وفريج ومحمد علي لملابس الإطفال كلها للملابس اما محلات الإحذية فهي فنزويلا ، وباتا مقابل سينما فلسطين كل المحلات مكتظة حتى الحلاقين أمثال صالون كمال ، وفيصل ، صبحي ، وكانت الحلاقة نوعين على الصفر او افرنجي مع رشة عطر ابو عصفورين إما حلوى العيد تجدها عند شهناز من توفي الدانتي وشوكلاطة غراوي ونوجا وراحة بالفستق الحلبي وبعض الناس يجدونها في الناشد وسلفانا رام الله وشوكلاطة ركس وأما تجهيزات الكعك والمعمول من طحين وعجوة والسميد تجده عند داود الجوعانة . وألعاب ولوزام العيد كان بمحل يسمى دنيا الهدايا ،، ،،،، . الزرقاء تتطورت ودخلت عصر بيع الغسالات والثلاجات والراديوهات الكبيرة والصغيرة الترانزوستر وغيرها من الإجهرة الكهربائية والتي اصبحت حاجة لكل بيت ومن المحلات المشهورة لتلك الإجهزة محلات ابو حلتم ، وابو حاكمة ، والسمان ، ومحلات دحدل ودوريش الخليلى واللذين ادخلوا التلفاز الإسود والأبيض ومن ثم التلفزيون الملون والذي عرضه محلات دحدل ودرويش الخليلي لأول مرة عام 1975 او 1974 حيث بدء بث التلفزيون الأردني البث بالملون وكانت انواع التلفزيونات دورك انجليزي وشارب وتلفونكن الإلماني يومها اكتظ الشارع المقابل لتلك المحلات بالناس تريد ان تشاهد بث التلفزيون في الإلوان واذكر كان البث حلقات من مسلسل بيتون بليس كانت الناس تملك طيبة رائعة كل شيء يبهجهم الزرقاء كبرت واصبحت بحاجة لكل شيء محلات بيع اثاث واقمشة مثل شدوان والدمياطي وكذا صيدليات مثل الجزائر ، ومطالقة ، والأردن وغيرها وكذا بحاجة إلى ستديوهات تصوير عدا عن المصورين ما يسمى تلك الماكنة القديمة والتي تتواجد امام الدوائر الحكومية لغايات صورة لجواز سفر او هوية ومن المصورين المشهورين في الزرقاء زكي ابو ليلى ، وسركيس الكبير ، وسركيس الصغير ، وجوني ، والياس حواتمة وستوديو كيوبيد وكارمن والمصور برهان أما دكاكين الزمن الجميل وحلويات زمان كانت موجودة بكل حارة ومنها حارتنا وبقالة ابو هاني ومحمد جرادات ومصطفى ابو الرب وأبو كمال يوسف فرح عماري واللذين كانوا يبيعون حلوى وألواح الكعكبان وكان يستعمل ألازميل لقطعه وبيعه بالوقية وكذلك وابو بكر والقطيشات وهم من بائعي المخشرمة والكعكبان والمخشرمة والفيصلية وحتى أبر الملاحف وخيطانها وعلب الأسبيرين والكورسدين ديه لعلاج الرشح والغير الكثير ،،، وكذلك من الدكاكين اللي كانت بحارتنا ( حارة العمامرة) دكانة حمدان خليفة البوريني أبو شوقي كان متخصص ببيع الحليب واللبن واللبنة والجبنة البيضاء وكانت دكانتة عنوان بريد للكل والرسائل تأتي عندة والناس تأتي لأخذها ،،،، ودكانة أبو توفيق والخولي،والذي أدخل البضاعة الأجنبية من توفي الدانتي والبسكوت الأنجليزي والسكاكر المستوردة من الخارج . وكان في الزرقاء اطباء مشهورين مثل ميشيل ليوس ، ومحمد عاهد السخن ، وانور حبابية ، ونشأت عماري ، والدكتور ممدوح العبادي دكتور العيون ، والدكتور كامل حماتي والغير ، الزرقاء دخلت عصر التخصص في الإسواق بشارع الحمرا تجد سوق الحبوب والجملة والعطارة والعطور وتحت منه تجد سوق لوازم الجيش والعسكر والحسبة بكافة زواريبها من ملاحم ومحلات لبيع الخضار الورقية والفاكهة ومحلات بيع الطراف والكرشات وسوق بيع البيض البلدي والمنتوجات الحيوانية الحية من بط ودجاج وبيض بلدي وخضار ورقية بعلية من خبيزة وعلت وحويرنة ومحلات بيع الخردوات وتبيض الطناجر والقدور ( المبيض ) ومحلات تنجيد الفرشات واللحف والمخدات وحذوات للخيل وسروج الحصان الزرقاء كانت مدينة متكاملة في كل شيء تتجدد دائماً حين بدأت تدخل عصر الأسواق من سوق فراس ، والشعلان ، والحجاوي ، وحكيم ، احياد ، والسمان والدقم هذا ملخص بسيط لأسواق الزرقاء من نهاية الستينات حتى العام 1975
الصورة الأولى من سوق الحجاوي وقهوة الروشة وبالخلف معسكر الزرقاء عام 1974 من موقع الزرقاء صورة وكلمة وتصوير السيد شكري مراد من مبنى نقابة موظفي مصفاة البترول

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى