حَنَك الماما الدوّار

حَنَك الماما الدوّار / #يوسف #غيشان

يقول صديقي بأن والدته الرؤوم كانت تصحبه مع أخوته إلى السوق قبل العيد-كل عيد-لغايات التسوق وشراء شوكولاتة العيد المناوب وما يشابهها من ملبس (ع لوز) ومخشرم ومعمول.
تدخل الوالدة الرؤوم على الدكان وتتحدث مع البائع فيناولها حبة شوكولاتة، فتبدأ في مضغها ونحن نتفرج ونتعرقل ب(ريالتنا) فتسألنا الوالدة بكل جدّية:
-شو رايكو يا أولاد…. هاي زاكية؟؟؟؟ أوخذ منها.
لم تكن الوالدة تنتظر منا جوابا، وتنتقل الى نوع آخر، وإلى دكان آخر، وتسألنا ذات السؤال:
-شو رايكو بهذا النوع من الملبّس ع لوز هاظ…أوخذ إلكو منّه؟؟
-كيف هالمعمولات؟
-هالمخشرمات؟؟
ونحن بلا حول ولا قوة نتنقّل مع الوالدة، من دكّان إلى سوبر ماركت إلى محل حلويات إلى إلى إلى…ونحن ننظر لحنك الماما بغيرة وحسد، حتى تشتري الوالدة ما تشاء، بعد أن تشبع من التذوق وتتجشأ هنيئا مريئا.
كان صاحبي يتحدث عن والدته الرؤوم، وسرح ذهني فيما يفعله أهل الحل والربط بنا، فهم يقومون مقام والدي صديقي التذوق السياسي والاجتماعي والاقتصادي:
-شورايكو يا أولاد بهالوصفة الديمقراطية…. أعمل إلكم إياها؟؟؟
-شو رايكو بقانون الانتخابات هاظا؟؟
-قانون الأحزاب؟
-تعديل الدستور؟
-تخفيض التعرفة الجمركية على المركبات الفضائية؟
-تمكين المرأة؟
-تكميم الرجل؟؟؟
وهكذا…
سرحت كثيرا، في حين ينتظر صديقي استجابة ما لحديثه عن والدته الرؤوم، فقلت له:
-شو أخبار الوالدة هالأيام؟
-ماتت بالسكّري.
ghishan@gmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى