حنان الحروب: رسالتنا هي أن نربي الأمل

سواليف
حازت المعلمة الفلسطينية حنان الحروب يوم أمس الأحد لقب «أفضل معلم في العالم لعام 2016»، في حفل أقيم للمناسبة في مدينة دبي وبحضور رسمي عربي ودولي تابعه الفلسطينيون عبر شاشات عرض كبيرة في مدينة رام الله الفلسطينية.
وردّدت الحروب، في كلمة ألقتها، فور إعلان فوزها باللقب كلمات للشاعر الفلسطيني محمود درويش، من قصيدته «حالة حصار» «هنا، أمام فُوَّهَة الوقت، نفعل ما يفعل السجناء؛ نربّي الأمل»، وأضافت «إن هذا الحدث يعبر بعمق عن هذه الرسالة، أن نربي الأمل».
ويحصل الفائز باللقب على جائزة مليون دولار، تقدم على أقساط سنوية متساوية يبلغ كل منها 100 ألف دولار أمريكي على مدى عشر سنوات.
الجائزة أطلقتها “مؤسسة فاركي”، ومقرها لندن، عام 2014 على أن تمنح لمعلم متميز قدّم مساهمة بارزة لمهنة التعليم.
وكانت الحروب وصلت إلى قائمة قصيرة ضمّت عشرة أسماء من مختلف أنحاء العالم، تضمنت ثلاث معلمات وسبعة معلمين، من الهند وباكستان وأستراليا وكينيا وفنلندا واليابان والولايات المتحدة وبريطانيا. بعد أن تقدّم للجائزة آلاف المعلمين من دول مختلفة، حيث ضمت القائمة الطويلة أسماء 40 معلماً ومعلمة من نحو 26 دولة.
حنان الحروب، ابنة مخيم الدهيشة الفلسطيني، كانت روت بنفسها، في شريط فيديو متداول، كيف واجهت، مع أولادها، صدمة مروعة لدى عودتهم من المدرسة، حين جرى إطلاق النار عليهم، فأصيب الأب، وعانى الأولاد صدمة لم يتماثلوا بعدها بسهولة للتعافي. ولذلك فإن الأم نفسها صدمت مرة أخرى بحال أولادها.
«شعرت أني وحيدة»، تقول الحروب، وتساءلت «ماذا يمكن أن أفعل كي أخرِج أولادي من الصدمة؟». لم تضع الحروب رأسها بين يديها لتبكي وتئن، فهي تعرف جيداً أن ذلك لن يفيد أولادها بشيء. استدعت أولاد الجيران إلى بيتها كي يلعبوا مع أطفالها. لعبت معهم، ابتكرت ألعاباً تعلّم عبرها الأولاد. هكذا استطاعت أن تستعيد أولادها من صدمتهم، وملأتهم بالثقة. النتيجة حفّزتها لتعميم التجربة، فقررت أن تخوض تجربة تعليم الأطفال بانتهاج أسلوب «نلعب ونتعلم» أو «التعليم عبر اللعب».
كذلك قالت تصف تجربتها «عملتُ بمنهجية الحدّ من العنف عن طريق التعلّم باللعب. استطعت من خلال هذه المنهجية تغيير سلوكيات الطلبة والحدّ من العنف الملاحظ على سلوكياتهم، والتي تشكل عائقاً لنا كمعلمين في الصفوف الدراسية».
كما أوضحت الحروب، لـ»رويترز»، أنها استطاعت من خلال هذه المنهجية تغيير سلوكيات الحركة الزائدة والتشتت في التفكير من خلال “اللعب لتبسيط المناهج وجعلها أكثر متعة وملائمة للطلاب”. وقالت إن طريقتها «أحدثت فرقاً واسعاً في سلوكيات الطلبة وتحصيل الطالب ويمكن فوراً أن تلحظ التأثير المباشر».
مؤكدة «أنا لست معلمة فقط، أنا أشتغل مرشداً تربوياً وأخصائياً نفسياً، لأستطيع تغيير السلوكيات والصعوبات التي يعاني الطلاب منها».
يذكر أن الحروب حازت اللقب في وقت يبلغ فيه المعلم الفلسطيني، في الضفة الغربية وقطاع غزة، أوضاعاً مزرية، وكانت انتهت أمس تظاهرات وإضرابات للمعلمين الفلسطينين استمرت حوالى الشهر، مطالبة بتحسين أحوالهم المعاشية، بعد أن وعد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتحسين بالاستجابة لبعض مطالبهم.
وبحسب أرقام صادرة عن وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، يبلغ عدد المعلمين العاملين في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، قرابة 44 ألف معلم ومعلمة، يدرّسون أكثر من مليون طالب وطالبة.
يذكر أن حفل إعلان الجائزة في دبي سجل حضوراً عالمياً لافتاً، في مقدمتهم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، أمير دبي، وتوني بلير رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، وإيرينا بوكوفا مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).
كما شارك بعض النجوم العالميين في تقديم الحفل، مثل الممثلة المكسيكية سلمى حايك، والممثل الأمريكي ماثيو ماكونهي، والممثل الهندي أبهيشيك باتشان.
كما وجّه كل من بيل كلينتون، الرئيس الأمريكي السابق، وجو بايدن نائب الرئيس الأمريكي، وبابا الفاتيكان فرنسيس، كلمة للعشرة الذين بلغوا القائمة النهائية للجائزة قبل إعلان النتيجة.
القدس العربي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى