أول حرف وآخر حرف / رائد عبدالرحمن حجازي

أول حرف وآخر حرف

في فصل الشتاء كُنا ونحن صغار نتوجه للألعاب المنزلية وخصوصاُ في عطلة ما بين الفصلين والتي كانت دائماً تتزامن مع بداية أربعينية الشتاء . ومن هذه الألعاب كان للورق النصيب الأكبر فلعبة (حاكم وجلاد والمفتش والقاضي) وكذلك لعبة (الأرقام المستترة وتخمين ما كتب الخصم) كذلك لعبة ( اسم , نبات , بلاد , جماد , حيوان) وغيرها الكثير الكثير , لكن بالنسبة لي كنت افضل لعبة هي ( أكتب أشياء لها دلالات تبدأ وتنتهي بنفس الحرف وكذلك تُقرأ معكوسة) مثل توت , كعك , باب , تخت …. إلخ .
أيام مضت بحلوها ومرها وبقيت مرسومة في الذاكرة فكلما أحن للماضي أسترجع بعضاً من هذه الذكريات لأحرك في نفسي مشاعر الحنين لجلسات الوالد والوالدة رحمهما الله حول صوبة علاء الدين وكيف كانا يساعداننا أنا وأخواني في إختيار مثل هذه الكلمات . صدقوني ذكريات من الصعب محوها من الذاكرة .
قبل أيام حدث في بلدي ما حدث وتحديداً في كرك العز والرجولة حيث فقدنا بعض رجال الأمن والمواطنين الذين ذادوا عنا الخطر بتضحياتهم وشجاعتهم ونحتسبهم عند الله من الشهداء بإذنه تعالى . ما أود قوله هو أن نعلّم أطفالنا وشيبنا وشبابنا بأن كلمة كرك تبدأ وتنتهي بنفس الحرف وكذلك تُقرأ من اليمين ومن اليسار دون تغيير في المعنى , نعم فالكرك كانت ولا زالت وستبقى كرك العز والإباء والرجولة والشهامة والمفخرة وذكرى عطرة للشهداء حالها كحال كل ذرة تراب على أرض هذا الوطن ولن تتغير بإذن الله .
علموا أطفالكم وقولوا لهم واخبروهم عن الكرك وقلعتها وصمودها عبر التاريخ وكم من جحافل الجيوش تم دحرها في الكرك واخبروهم عن مؤتة وجعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة وأخبروهم عن جبال مؤاب فإنهم لن ينسوا وستبقى كما قلت لكم محفورة في الذاكرة ومن المستحيل محوها أو طمسها وربما يأتي يوم يكونوا هم أبطال وفرسان الكرك والأردن . حماك الله يا وطني .
رائد عبدالرحمن حجازي

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى