الدعم :العز للرز والخبز شنق حاله؟ / شبلي العجارمة

الدعم : العز للرز والخبز شنق حاله؟

من البديهي أنه سيتم التعليق لي بتصحيح المثل بأن”العز للرز والبرغل شنق حاله“، لکن في زمن دولة الرزاز ومن هول فواجع الوطن وعهد الطامات الکبری التي نسمع نقرأ ونشاهد عنها کل مصيبةٍ تلعن أختها وبنت خالتها وجارتها ،ولم تعد هذه الفواجع تفرق بين صبحنا ومساٸنا أو أفراحنا وأتراحنا ، ولا تحترم حتی خصوصيات بيوتنا من مراقبتنا الحثيثة لکل ما يشاع ويقال ،باختصار کما قيل ” صار النهج طريق صحراوي “ فلا عاکسة ولا إشارة ضوٸية ولا مجرد کلمة أو رمز تحذيري بأن نستعد للمطب أو الحفرة القادمة أو المنعطف الهادم للبخت وللشعب والوطن .
في زمن دولة الرزاز لم أعد استهجن أن أری مواطناً يمشي علی رأسه بالشقلوب وينتعل الحذاء بکفتيه،أو أُصبح علی خبرٍ مفاده أن طريق المطار يمنع السير عليه إلا من خلال قيادة المرکبات بالرجوع للخلف أو الريفرس،ولم أعد أستغرب أن أری مواطناً يرتدي قميصه من تحت وبنطاله من فوق والحزام علی الرأس، مما دعاني لکتابة هذا المستقبل المتوقع هو أنني ذات نهار قريب صعدت لسطح البيت لأتفقد طيور حمامي وهوايتي الخاصة والتي تعلقت بها منذ صغري ، وإذا بقطتي ريکا وابنها سمسم يداعبون الحمام والحمام يرقص فوق ظهرها وهي تذغذغ ريشه، فانفصمت للحظات حتی أنني أخذت جغمة کبيرة وليست جرعة صغيرة من القهوة للفوقان، حتی ظننت أن القطط ربما تطفلت علی إحدی الحاويات وأکلت شيٸاً مخدراً أو تناولت سيجارة حشيش ،علما أننا لا نتعاطی في البيت سوی الزغلول الصعيدي حتی کدت اشك أن هذه القطقط قد تسرسرت علی أرجيلتي من باب الفضول وشفطتها، ولم تدم هذه المداعبات والغزل الرفيع إلا للحظات ،حتی غادرت الحمامة سطلها وعشها وفراخها نحو المعلف لتتزود بالطعام والماء لها ولزغاليلها ، فما کان من ريکا الأم وسمسم الإبن إلا أن تقاسما غنيمة العش وهربا بفم کلِّ واحدٍ فرخ من أفراخ الحمامة مدار الرواية هنا .
ففي زمن الحکومات الرسوبية تحقق زمان الشقلبة علی رأؑي نبيل المشيني ، فخيانة الشعب والوطن باتت ذات بروتوکول خاص وبرستيج عالي يتخلل هيمنة واحد شلاتي علی تجنيد الرتب العليا والوسطی والدنيا في أحس أجهزة ومٶسسات الدولة لهيمنته وإمبرطوريته الخاصة وطراشة کل هذا القبح وهذه الدناءة بوجه ديني مثل الإنفاق والتصدق والحج،وهناك جنود مجهولون کان شعارهم المنية ولا الدنية ،تم اغتيالهم والإطاحة بهم کبيادق الشطرنج وانتهی أمرهم ولا زال مصيرهم مجهول وفي عداد المفقودين.
دولة الرٸيس فيما يتعلق بموضوع أحجية وأضحوکة الدعم للخبز، ذکرتني سياسة حکومتکم بجداتنا رحمة الله عليهن وبمثلهن المشهور ” فت الشبعان علی الجيعان فتٍ بطي“ ، وأنت صاحب السيرة البرجوازية لم تقف يوماً علی طابور الخبز ،وربما لم تعرف کم کان الخبز وبکم أصبح اليوم ، أنت ربما لا تتشرف بلقاء خبزك الخاص إلا علی سفرتك الخاصة أيضاً وتفترقا ولا تتعرض للخبز إلا من خلال اللقاءات المتلفزة وربما لو رأيت خبزنا نحن الفقراء لن تعرف ملامحه أو وجهه ،هذا إذا ما کنت عامل دايت لأن الدايت أيضاً خاص بالشبعی والبرجوازيين فقط، وها نحن قد صرنا في الثلث الأول من عام ٢٠١٩ وجرس الخبز معلق في حلبة الکلام وميدان المهاترات ما بين مٶسسات الدولة المعنية ،التنمية الاجتماعية تقول سيتم الصرف عن طريق الضريبة و الضريبة تدحض ذلك ، ثم نقرأ ونسمع ونشاهد بأنه لغاية الأٓن لم يتم اتخاذ القرار بتحديد موعد استحقاق وصرف هذه المستحقات، سياسة الغطرسة التکنوقراطية والمرواغة الجدلية وسحب البساط وتقييف لحاف الدعم وتجفيف منابع الأمل أصبحت منهجاً ونهجاً واضحاً لا يخفی حتی علی أطفالنا ،حتی صرتم أضحوکة الشارع والشعب .
دولة الرٸيس إن تويترکم وتغريداتکم لن تطعم الشعب الأردني من جوعه ولن تٶمنه من خوفه، فقاعدة نابليون بونابرت اللوجستية بأن ”الجيوش تزحف علی بطونها“ ،کذلك ”الشعوب تتأمل لبطونها “، فغريزة الافتراس مرتبطةُُ بالجوع مما لا شك فيه، وأذکرك بأن الله سبحانه وتعالیٰ قد حلل الميتةَ وکل المحرمات في حال أشرف الإنسان علی الهلاك، ومن باب ”درء المفاسد خير من جلب المصالح“.
لا ذنب لهذا الشعب بما اقترفت أيدي الذين تنکبوا وتنکروا لوطنهم وشعبهم وضماٸرهم،ولا ذنب لنا بأن ندفع الثمن حارّاً لکل نتاٸج السياسات الفاشلة المتعاقبة التي جعلت منا حقلاً شعبياً بامتياز لتجارب وخوازيق الحکومات ، ولا دخل لنا بالمحاسبة من قوت يومنا وخبزنا ثمناً للبدلات الفرنسية والرحلات الاسکندنافية والبعثات الدراسية الخاصة لأبناء لطبقة الخاصة.
وعن الدعم يا دولة الرزاز فلدي معرضُُ من اللوحات التي سمعتها من عامة الشعب وعلی سبيل المثال سمعت إحدی النساء تقول لزوجها ” بس توخذ الدعم بدي اشتري فرن واصير أخبز عليه“ ، وأخری تقول ” بس توخذ الدعم بدي أشتري جاکيتات وبلايز من سوق الجمعة العيال ماتوا من البرد“، وأخری تقول ” بس نوخذ الدعم بدي أشتري عنز واحلبها ونذبح فطيمها للعيد ونوکل لحمة الربيع عالبواب“ ،هذه مشاريع النساء ،أما الرجال فحدث ولا حرج فأبو صبحي قام بتأجيل تخرج إبنه حتی يستلم الدعم ، وابو ريان أجل عرس بنته لمن يوخذ الدعم حتی يشتريلها خاتم يودعها فيه، وابو سند ما لقي دونم أرض يتضمنه للبستان والموسم الصيفي لأنه کان مرchن علی مواعيد عرقوبکم دولة الرزاز.
أٓمال وطموحات بسيطة لهذا الشعب الطيب مقابل خططکم وخطاياکم وتخطيطاتکم التي أخذت تحفز الشعب علی الإنجلاط فرادی وجماعات.
فرن أم مشعل وحفلة بنت ابو ريان وتخرج صبحي إذا کانت ستسهم في تخطي عثرات الوطن وکسرات خاطره تراني أنا کفيلك وکفيل حکومتك بس دولتك تری ”الدخالة جهد بلا والکفالة بالخاطر“، اليوم بکيفکم بس بکرة خايفين من جهد البلا ،فلا تسودوا وجهنا ووجهکم مع الشعب خليها بالخاطر والکيف أشوی من جهد البلا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى