هوس الفيس بوك / توفيق جاد

هوس الفيس بوك

من منا يستطيع أن ينكر الفوائد الكثيرة والعظيمة لوسائل التواصل الإجتماعي وقدرتها الفائقة على إيصال المعلومة وتوسع نطاق المعرفة؟
من منا يستطيع أن ينكر بأن الفيس بوك أوصل زعيم أمريكا ( أوباما ) إلى سدة الحكم كما أوصل العديدين لمواقع ومسؤوليات كبيرة ومتنوعة؟
أفضال هذه الوسائل المتعددة كثيرة ويصعب حصرها فقد استغلها المشاهير لرفع أسهمهم والوصول إلى جميع أفراد العائلة وجميع الأعمار.
لست هنا بصدد كتابة موضوع شامل عن أماكن التواصل الإجتماعي، ولكنني بصدد الحديث عن الخصوصيات وانتهاك حرمات الناس على الفيس بوك.
بدأت الحكاية حين بدأ الناس يصورون حوادث السير وما ينتج عنها، فوجدنا أن شغل الناس الشاغل أصبح القيام بتصوير السيارات والمصابين وإهمال تقديم المساعدة لهم، ثم تطور الأمر لتصوير المرضى وهم على أسرة الشفاء وفي أوضاع لا تسمح بنشر صورهم، ولم يستثنوا جنسا أو عمرا، حتى أصبح المريض مع التطور يقوم بأخذ صورة ( سيلفي ) له ونشرها وهو يرقد على السرير، ثم تطور الأمر لنشر صور ومقاطع فيديو لبعض العمليات وخلال عمل الطبيب الجراح.
آخر الصرعات التي شاهدتها، هي قيام شاب بتصوير والده بعدما توفاه الله ونشر صورته في لحظة وفاته….!
هل وصل بنا الحال إلى أن نترك المتوفى ونذهب للنشر على الفيس بوك؟ هل انتهت جميع أنواع الخصوصيات؟ هل سنرى في القادم نشر كل ما يجري في حياتنا وبيوتنا بلا تحفظ؟
أعتقد بأننا بتنا في أمس الحاجة إلى مراجعة حساباتنا ومحاسبة أنفسنا لأن الأمور تأخذ منحى لا يتوافق مع تعاليم ديننا الحنيف ولا مع عاداتنا وتقاليدنا.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى