حكمة!!!

حكمة!!!
د. محمد شواقفة

كان حوارا لا طائل منه، أبو العبد يحاول أن يقنع عبود بأن يعود لدراسته فلا أمل له في هذه الدنيا الا اذا كانت معه شهادة فهو يشفق عليه من أن شغل المشاوير على البكم ليست بمهنة. و عبود يصر على أبيه أنه يعرف الكثيرين من أقرانه الذين درسوا لا يجدون مصروف يومهم بل و يلجأون إليه كلما تقطعت بهم السبل.
استنجد ابو العبد بصديقه ابو محمد الذي أكل عليه الدهر و شرب فبات خبيرا رغم انه بالكاد يجد قوت يومه. و كان يدرك ان محاولة اقناع عبود مضيعة للوقت و لا أمل منها و ربما لأنه مقتنع بأن عبود يسير في الطريق الأكثر أمانا.
وبعد شد و جذب و ضحك و صراخ تتخلله مقاطعة لسكب الشاي أو جلب المكسرات، قال عبود: لو أحضرنا حبة بطاطا قاسية كالحجر و وضعناها بماء يغلي، ماذا يكون الناتج؟ نظر إليه أبو محمد بذهول لسؤال عبود الذي بدا ذكيا، فقال: تصبح البطاطا طرية! فاستطرد عبود بسرعة:وإذا وضعنا بيضة؟ فقال له أبو محمد بعد تفكير : تصبح صلبة! فقال عبود و هو يثير حيرتهم :و اذا وضعنا ملعقة من القهوة؟، فقال له أبو محمد، تصبح مشروبا لذيذا!
لكنني لم أفهم الحكمة مما تقول، فقال له عبود:
ظروف الحياة مثل الماء المغلي، فقد تهزم قسوتك احيانا و قد تزيدك صلابة احيانا اخرى و لكن القهوة فقظ تغير طعم الماء و نكهته، و انا اخترت ان اكون كالقهوة اثري في كل مكان.
رن هاتف عبود لطلب توصيل و غادر دون ان يودعهم، و تبعه أبو محمد للخارج و هو يقول لأبي العبد : بطاطا!!!

“دبوس على الحكمة”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى