في البدء كنت..وها أنا

[review]
في البدء كنتُ… وها أنا

عبد الكريم أبو الشيح

سرْ كيفَ شئتَ فحيثما

وجَّهتَ وجهك لن ترى

مقالات ذات صلة

أبدا سوى

فوضى تحطُّ رحالها في مقلتيكْ ،

وترى يديكَ

بلا قوادمَ أو خوافيَ تنحني

قلقاً عليكْ .

ــ أهما يداكْ ،

أم هل هما

عصوانِ ماتتْ فيهما

لُمَعُ الحياةْ؟؟

فكأنْ هما

عصوانِ لم يتعودا

أنْ يقطفا

من نخلةِ الريح الندى

والهسهساتْ

كي ينسجا

للعاشقينَ عباءةً،

وطريزة ً من أغنياتْ ؟؟!!

ــ أهما يداكْ ؟؟

أهما ……؟

ــ نعمْ ،

وترَين مشدودين كانا كلّما

هزّا إليَّ بنخلةِ الريح ِ انثنتْ

وتطامنتْ

وتسّاقطتْ

رُطباً من الرؤيا

وقافية ً

تفيض على الأصابع حبرَها

لتؤثّثَ الصحراءَ بالكلماتْ .

إذ إنّهُ،

يا صاحبي،

في البدءِ كانت كِلمَة ٌ ،

ضربتْ على شفة الرمال خيامها

فسرتْ لها

كلّ النوارس ترتقي شريانها

فيضاً من القبلاتْ.

في البدءِ كانتْ كِلْمَة ٌ ،

حَبلتْ على حبٍّ

فجئتُ ، كما اشتهتني ، نَصًّها

ولسانَها،

لما استوى

قمراً يفرّدُ بابها

ألقى على شَجَرِ الكلام ِ ظلالَهُ،

وظلالها

بحرا

من الولهِ المسافر في فضاءِ الوشوشاتْ.

في البدءِ كنتُ

ولم أكنْ ـ يا صاحبي ـ أحداً سوايْ،

وجهي على المرآةِ وجهي،

ويدايَ حين تُخالِسان ِ الغيمَ

فتنتَهُ.. يدايْ.

كنتُ المدى،

كنتُ المحاورَ والجهاتْ .

في البدء كنتُ…

وها أنا

في عتمةٍ رَخَويةٍ

فوقَ الرمال بلا ملامحَ أهتدي

منها، إذا ما ضعتُ في دربٍ، إليّْ،

وبلا يديّ.

وحدي بلا جهةٍ

بلا ظلٍّ

ولا شرق ٍ يقطّرُ شمسَهُ

في راحتيّْ،

وجميعُ أسمائي التي سُمِّيتُها

خلعتْ دمي

ذرَفتْ رفاتَ

الحلم ِمن قارورةِ الجسدِ المُشظّى

وتلَتْ برآتها عليّ.

في البدء كنتُ

وها أنا

وحدي بلا …

ــ هوِّن عليكْ،

يا صاحبي،هوّنْ عليكْ

قلْ لي بربِّكَ ما لديكْ؟؟

فخطوطُ طولِكَ تمَّحي

وتغيضُ في جسدِ المرايا كلما

مرّتْ بكَ امرأةٌ على مِنديلها

خطّتْ جمارَ دموعها

شوقاً إليكْ.

وخطوط عرضكَ تستطيلُ

وتستديرُ

وتارة ً تتربَّعُ..

في رحْم خارطةٍ تعرّتْ

فهيَ قفرٌ بلقعُ….

قفرٌ وأنّى سرتَ فيه فلن ترى

أبدا سوى

فوضى تعشّش في خلايا الظلِّ

تبذرُ بيضها

في خافقيكْ.

هوّنْ عليكْ

ها أنتَ وحدكَ فوقَ خارطة الورقْ

جسداً تشظى واحترقْ ،

فلتركبنْ

طبقاً على

طبق ٍ كأنَّ الريحَ تحتكَ في فضاءٍ من قلقْ،

صُعُداَ إلى…

لا شيء يبعثُ من رمادكَ ما احترقْ .

هوّنْ عليّ ْ،

فأنا كأنتْ

بين المحاور نقطة ٌ

قصّتْ ضفائرَ حلمها

وتفصّدتْ ندماً عليّ ْ

أسفاً عليكْ

وأنا أخيّ ْ

ورقٌ

على

ورق ٍ

كأنّ الريحَ تذروني إليكْ.

هوِّنْ عليكْ،

يـــــــا صاحـبي،

هـوِّنْ عليّْ

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى