حديث ذو شجون / نور الدين المحاميد

حديث ذو شجون
في كل الاوقات ينتظر الناس الدخول الى المستقبل ووحدي انا كنت اريد العودة للخلف الى حنين وذكريات وطفولة وشباب .
وحدي انا كنت اهمس في اذن الليل ان يغادرني واهمس في اذن الصباح ان يمضي كانني طائر خنقته الايام عن الصداح ووحدي كنت امارس الحب على جرحي وعلى طريقتي واكتبه حزينا فوق اجفاني .
وحدي كنت غريبا حتى التقيتهم رميت راسي على اكتافهم فشعرت بالدفيء الذي غاب طويلا حتى في حرارة الايام حتى تسربل في عروقي وامتدت يداهم الى جبيني فشعرت بانني ابعث الى الفرح من جديد.
حدثتي صديقي لاول استرقت السمع منه الى لحظات كان يناجي بها ربه الى كلمات كانت مثل الانشوده التي تداعب الاجفان فرحا فتزيل تعب السنوات والام الذكريات وبرودة الجسد التي لا زمتني.
كان يهمس حين يراني اشعر لحظة بالخوف : لا تخاف من شيء فما يحكم الناس جميعا في هذا البلد الطيب هي العشرة والمحبة ووحده الدم في هذا البلد من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب .
نختلف على كل شيء الا هذا الوطن فهو يجمعنا كما تجتمع الاعضاء في الجسم الواحد وعند الجد سنرى ان الكل روح واحدة فلا ينفع المتشعبطون ولا المتسلقون ولا بعض الذين يمارسون زيف الحب والحب منهم براء .
كاني به يرسل الى مسامعي درسا في حب الاوطان وفي الانتماء والولاء ويقول لي هذا بلد الطيبين الامنين ما كان يوما الا الحضن والحصن والسياج .
جاء همس صديقي الثاني كانه ينبوع ماء وجده العطاشى فاصبح يسري في كل جوارحي كانني اولد من جديد ” قال صديقي الثاني “الاردن هي الام التي ربت وتعبت من تعبها كبرنا ومن مائها ارتوينا وعلى سهولها وجبالها واوديتها كانت ليالينا ، شمسها هي التي لفحت جباهنا وسمائها هي غطائنا وفي ارضها مرقدنا ومثوانا الاخير الاردن قصة الصبر وقصة الاخوة وهي قصة الارض المباركة بدم الشهداء.
يا الله كم غيرتني كلماتهما وهمسهما ولون الدمعة في عيونهما وكم شعرت باني حين غادرت اهلي وخلاني جئت الى اهلي وخلاني رغم ان مسافة الوقت كانت طريق مسيج بالموت وسماء ملبده بالموت وهواء مغعم بالموت لكني حين وصلت وجدت اني بين صديقاي ولدت لي الحياة من جديد.
ياه كم جميلة هي الحياة هنا حتى في المناكفه جميلة حتى في الاعتراض جميلة وما اروعها في الانتماء والولاء وحب الوطن وحب الحياة رائعين هم صديقاي جميله حكايات عشقهم حتى وهم يتكلمون عن ذكرياتي يبدون اكثر جمالا.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى