بطل آخر جزائري أنقذ المئات من المصلين في مجزرة نيوزيلندا / فيديو

سواليف
في الصف الثاني للمصلين بمسجد النور بمدينة كرايستشيرش النيوزيلندية، كان يجلس الجزائري طارق شنافة ينتظر وقوف الإمام على المنبر لمتابعة خطبة الجمعة يوم 15 مارس/آذار 2019. الساعة تشير إلى تمام الواحدة وأربعين دقيقة (13:40) بتوقيت مدينة كرايستشيرش، ينظر طارق إلى هاتفه النقال بعدما انقطع صوت الأذان معلناً دخول وقت خطبة الجمعة، وإذا بلغة الرصاص تدوّي في المدخل الرئيسي للمسجد.
طلقة تتلوها طلقات والمشهد كان فظيعاً
يظهر الجزائري الناجي من المجزرة التي شهدها المسجدان بنيوزيلندا في فيديو ليروي لحظات اقتحام المسلح قاعة الصلاة وكيف كانت الأجواء مضيعة بالداخل. ويقول طارق شنافة: «كنا ننتظر وقوف الإمام على المنبر لأداء خطبتي الجمعة، كانت الساعة تشير إلى تمام الواحدة وأربعين دقيقة (13:40) بتوقيت مدينة كرايستشيرش، قبل أن يتحول المشهد إلى حرب». وأردف القول في الفيديو الذي كانت مدته دقيقتين وثلاثين ثانية: «نظرت إلى ساعة هاتفي النقال بعد سماع الأذان، وكنا ننتظر وقوف الإمام على المنبر، سمعت طلقة رصاص واحدة كانت تبدو خارج المسجد، قبل أن تعقبها طلقات متتالية». ويضيف في سرد تفاصيل الحادثة: «بدأت طلقات الرصاص تقترب إلى قاعة الصلاة، فتأكد الجميع أن الوضع غير عادي، وتأكدت أن عملاً إرهابياً استهدف المسجد الذي كنا نصلي به الجمعة».
كسر زجاج النافذة وأنقذ مئات المصلين
كان الجزائري طارق شنافة جالساً بالزاوية اليمنى للمسجد، المطلة على حديقة بها أشجار وحوض مائي، وقد قام بكسر زجاج النافذة بمرفق يده اليمنى، قبل أن يقفز إلى الخارج ويساعد المصلين على الفرار. ويؤكد طارق في ذات الفيديو: «كنت قريباً من النافذة ما ساعدني على كسر الزجاج بسرعة كبيرة والفرار إلى خارج المسجد، فقاعة الصلاة تحولت إلى ساحة للكر والفر والصراخ». ويضيف: «بعدما وفقني الله في كسر النافذة والخروج منها، تبعني المئات من المصلين الذين كانوا في الصفوف الأولى، فيما تعذر على الآخرين الفرار، وأغلبهم كانوا في عداد الشهداء بحول الله». ويصف شنافة الهجوم بـ»الهمجي والوحشي والإرهابي»، وطريقة طلق العيارات النارية توحي حسبه بأن القاتل يحمل حقداً دفيناً للمسلمين.
أصيب بكسر في الذراع وجروح الجزائري طارق شنافة
العربي شنافة ابن عم طارق يؤكد لـ«عربي بوست» أن عائلته التي تقطن بمدينة العامرية بولاية عين تيموشنت 350 كلم غرب العاصمة الجزائر، قامت بالاتصال بابنها طارق، الذي أكد تماثله للشفاء من النزيف الذي تعرض له بعد كسره لزجاج النافذة. طارق أصيب بحسب ابن عمه العربي «بكسر على مستوى الذراع الأيمن، وقد خضع لفحوص عميقة ليلة الجمعة إلى السبت 16 مارس/آذار 2019، قبل أن يخرج من المصحة صبيحة 17 مارس/آذار 2019 وهو تاريخ بثه للفيديو على الإنترنت». ويؤكد محدثنا أن ابن عمه طارق حالياً بصحة جيدة، بعدما قام الفريق الطبي بالسيطرة على النزيف الحاد للدم، على مستوى الصدر والبطن، بسبب شظايا الزجاج المتطايرة بعد الكسر. واعتبر العربي ما قام به طارق «بطولياً وفي وقت حرج للغاية، وتمكن من إنقاذ المئات من المسلمين المصلين بمسجد النور، إلى درجة أنه لقي ثناءً من قبل الصحافة النيوزيلندية على مر الأيام الثلاثة الماضية». رضا شنافة وفق تصريحات ابن عمه «قد يعود إلى أرض الوطن نهاية الشهر الجاري»، وقد استمع إليه المحققون كشاهد عيان لما حدث في مسجد النور مدينة كرايستشيرش النيوزيلاندية.
إشاعة وفاته
يؤكد العربي شنافة، ابن عم طارق منقذ أرواح المئات من المسلمين في مذبحة نيوزيلندا، أن العائلة تلقت أنباءً عن وفاة ابنها في عملية اقتحام المسجد وإطلاق النار على المصلين بمسجد النور بمدينة كرايستشيرش. إشاعة وفاة طارق، يضيف العربي: «كانت في مكالمة جرت بين أخ الناجي من المذبحة عبدالرؤوف وصديق رضا المتواجد بمدينة كرايستشيرش مراد، الذي أكد أن صديقه رضا كان من بين المصلين بالمسجد الذي تعرض للهجوم». ورغم التقارير الواردة من نيوزيلندا يقول العربي: «والتي أكدت جنسيات عدد من ضحايا الهجوم والتي تخلو فيها الجنسية الجزائرية، إلا أن العائلة بقيت مصدومة حتى اتصال ابنها السبت 16 مارس/آذار 2019. وأشارت الصفحة الرسمية لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين في 16مارس/آذار 2019، وفقاً لرسالة تلقتها من سيدة، مفادها وجود أحد ضحايا الهجوم على مسجد النور، وهو جزائري الجنسية. الرسالة طمأنت الجميع بأن «رضا شنافة على قيد الحياة، وهو بمستشفى مدينة كرايستشيرش النيوزيلندية».

وصل نيوزيلندا قبل 9 أعوام
ينحدر طارق شنافة البالغ من العمر 42 عاماً، من بلدية العامرية التابعة إدارياً لولاية عين تيموشنت 350 كلم غرب الجزائر العاصمة، متزوج وأب لولد وبنت. وينتمي صاحب الفضل في إنقاذ حياة المئات من المصلين بمسجد النور بمدينة كرايستشيرش، حسب ابن عمه العربي شناف، «إلى عائلة ثورية، وهو ابن المجاهد أحمد شنافة». ويعيش طارق شنافة بين الجزائر ونيوزيلندا منذ قرابة 9 سنوات، ويعمل في حقل التجارة ويملك بيتاً بمدينة كرايستشيرش التي شهدت الحادثة. وعلى الرغم من أن «طارق يملك بيتاً بعاصمة ولاية عين تيموشنت غرب الجزائر، فإنه كثير التردد على مدينة الأجداد العامرية، وهو معروف بطيبته وخلقه الراقي وحبه للقرآن لأنه ابن المسجد وفيه تلقى دروسه الأولى»، كما يقول العربي شنافة.


اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى