ماذا تريدون من قطر ؟ / أحمد فرحان

ماذا تريدون من قطر ؟
القارئ للوضع العربي في هذه الاوقات، يرى ما آلت اليه الاوضاع في هذه المنطقة المشتعلة، ويدعو الله ان لا تزيد الامورا سوءاً.
ويتسائل ايضاً، لماذا تقوم الانظمة العربية بتصعيد الخلافات بينها، في الوقت الذي هم بجاجة ماسة الى التكاتف لمواجهة التحديات والمصاعب.
الربيع العربي والثورات الشعبية، التي تعرضت للسطو المسلح من قبل الانظمة العميقة والعسكرية، كان الامل في اعادة السلطة للشعوب، لولا التآمر المبطن عليه.
مصر تعرضت لانقلاب لن يُستثنى اي عربي من عواقبه المريرة، وكذلك ليبيا، واليمن الذي لم يتعافى بعد، وسوريا وتونس الذي عاد اليها النظام المخلوع.
الخليج العربي الذي كان على حافة رياح التغيير الذي لم يرحم الانظمة، حاول ونجح في مناهضة التغيير، بدفع الاموال الطائلة لدعم عودة الانظمة القمعية والعسكرية المتجذرة.
قطر التي كان لها الموقف الآخر، مقابل ذلك في دعم الشعوب المتحررة نحو التغيير، وتبني المواقف الشعبية، كل ذلك قد حمى النظام القطري من هبة التغيير الداخلية، ودعم الشعب القطري لمواقف قيادته.
حماس آخر ما تبقى من المقاومة الفلسطينية، التي تواجهه العدوان الصهيوني الغاشم، بمقاومته والصمود في وجهه، ورفض التنازل عن ذرة تراب من فلسطين التاريخية، وعدم الاعتراف باسرائيل كدولة على اراضي فلسطين.
مواقف قطر الشعبية ستبقى ناقوس يدق لزيادة الوعي السياسي لابناء الخليج، والمطابلة بالتغيير والوصول للديمقراطية الحقيقة التي من شأنها تهديد يقاء العروش الخليجية على راس الحكم، وبذلك دعم المقاومة الفلسطينية.
التقاء المصالح الصهيونية مع تهديدات التغيير لدول الخليج كلها تدعو لوأد اي حركات تحررية في الخليج، حتى لو كانت انظمة بكاملها.
والناظر للحصار على قطر يستنبط الفشل الذي ستقع فيه الدول المحاصرة، فمصر باتت بعد الانقلاب دولة تسعى للحفاظ على استقرار الانقلاب العسكري، وتتعرض للفشل الاقتصادي والامني، والسعودية تتعرض الى خلافات واسعة بين افراد الاسرة الحاكمة ربما تؤدي بها لتغيير مرتقب، قد يتعرض للمعارضة، والبحرين التي تتعرض للمعارضة الشرسة التي تدعو لتغيير نظام الحكم، والامارات التي يغيب فيها منذ سنين راس الدولة، ويتحكم شقيقه في زمام الامور، كل هذه الامور مجتمعة، وانفتاح النظام القطري على العالم بعلاقات عميقة، وخصوصا تركيا التي تعرصت ايضا لمحاولات لزعزعة استقرارها، تدعو القطريين للاطمئنان بشأن فشل الحصار، واللجوء للحل السياسي الذي يضمن عدم المساس بالسيادة القطرية، وتقوية الموقف القطري بشأن اتخاذ اي قرارات تضمن مصالح قطر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى