الحرب المدريدية البرشلونية

#الحرب_المدريدية_البرشلونية

#خاص_سواليف

مقال السبت 12-3-2022

ينقسم العرب بين مؤيد لروسيا وأوكرانيا على طريقة انقسامهم لتشجيع ريال مدريد وبرشلونة ، تأثيرهم في النتائج يراوح الصفر،والتفات اللاعبين لانفعالاتهم يراوح الصفر أيضاَ، يرتفع ضغطهم وحدة نقاشاتهم وحرق رؤوس المعسّل فوق أراجيلهم خلف الشاشات ، يبالغون بالفرح والحزن في الحرب بنفس طريقة تشجيعهم في المباريات ، بينما فرقهم المحليّة بائسة مهزومة ومتخلّفة ولم تكن لاعبة في يوم من الأيام..
الجيوش العربية جميعها من المحيط الى الخليج تشبه الفرق الرياضية المحلية، لياقة بدنية متواضعة وغياب التكتيك والإعداد والعتاد ، وبالتالي ستمنى بهزيمة قاسية في الربع الساعة الأولى من الحرب أي حرب محتملة ، ومع ذلك أتفاجأ بأن لدينا جيوش من المحللين السياسيين وليس لدينا جيوش حقيقية..
بكل تأكيد أنا أتعاطف مع الشعوب ، ومع الإنسان أينما وجد ، وأناضل من أجل الفصل بين مواقف الحكومات ورزالات السياسة والساسة وبين حق الناس في العيش بسلام.. بكل تأكيد أكره الحروب ، لكن تأثيري وتأثيرنا جميعاً في هذه المنطقة تجاه ما يجري كتأثير جناح بعوضة..
نحن تحكمنا العاطفة والعالم تديره المصالح..لست منحازاً لأوكرانيا “حكومة وسياسة” ولا لروسيا “حكومة وسياسة”..فالأولى ساهمت بقتل شعب العراق الشقيق وكانت ثالث دولة من حيث عدد القوات والأسلحة التي دنّست بغداد، وروسيا ساهمت بقتل شعب سوريا الشقيق وهجّرت الملايين من أرضهم ونثرت جثث الأطفال على شظايا البراميل المتفجّرة ..فكيف لي أن أتعاطف مع أحد قتلة شقيقيّ ؟!…كلّهم بنظري قتلة..
بالوقت نفسه..عندما أرى انحيازاً عالمياً بالصوت والصورة والخبر ،ومحاولة “هندسة الخبر” ليعطي انطباعاً ما ، وانضمام ماكنات مواقع التواصل الاجتماعي للانحياز مع طرف دون طرف..أدرك تماماً أن اللعبة أكبر بكثير من طابة ركلها بوتين في موسكو لتتدحرج في شوارع كييف..
التغيير قادم في كل مكان…بدءاً من الاقتصاد..والخرائط السياسية..والحلفاء التقليدين..وانتهاء بطاولة “البيبي فوت” التي لن يقف عليها لاعبان فقط.

#أحمد_حسن_الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى