(بَين يدي غَزوات الوُزراء والشُّعراء) / الشاعر هاني الرفوع

1( بَين يدي غَزوات الوُزراء والشُّعراء )

لِـمَ التَّداعُـشُ وَالثّـاراتُ والـصَّـخَـبُ؟
لَمْ يَبْقَ في المَـرْجِ لا قَشٌّ وَلا حَطَبُ!
قُطْعانُكُمْ نَفَشَتْ في الحَرْثِ وَالْتَقَمَتْ
غِراسَ مَنْ قَدْ طَواهُ الكَدْحُ والنَّصَبُ
دارَتْ رَحاكُـمْ عَـلى غَـلاّتِ أَدْمُـعِـنـا
واجْتَثَّ أحْلامَنا الإِجْحـافُوَالكُرَبُ
هـذِي مَواسِمُـنا طـافَ الجَـرادُ بِـهـا
فَلَيْسَ فـي صَيْـفِنـا قَمْحٌ وَلا عِـنَبُ!
ثَعالِبُ الـلّيـلِ تَعْـدو فـي مَرابـِعِـنـا
والسُّوسُ يَنْخَرُ والجُرْذانُ تَحْتَطِـبُ
فالصَّاعِـدونَعَـلى أَوْجاعِـنـا شَـرَهـاً
حَتّى العَصافيـرَ في شُرْفاتِنـا حَلَبـوا!
تَقاسَمـوا الوَطَنَ المَغْـزولَ مِنْ دَمِـنا
وَ هَدْأَةَالبِيـدِ فـي أَسّمـارِنا نَهَبـوا
************
يا صاغَـةَ الشِّعْرِ مَعْسولاً وَمُصْطَنَعاً
بِئـْـسَ التَبَـرُّجُ لِلدّيـنــارِ يا نُـخَــبُ!
الشِّعْـرُ قيـثارةُ الأرواحِ إنْ صَـدَحـتْ
تَكَـشّفَـتْ عَنْ ُرؤَى أَقْـمـارِنـا الحُجُبُ
وَ الطَّارِئونَ عَلى الأشْعـارِ مـا عَرَفــوا
أَنَّ المَـواويــلَ لا يَـبْتــَزُّهـــا الـطَّــربُ
أَنَّ القَصــائِـدَ لا تُسْبــى حَـرائِـرُهــا
أنّ القنـاديــلَ فـي أَهْدابِـهـا اللَّـهَـبُ

مَنِ ادَّعى نَسَبَ الأَشْـعــارِ مُرْتَزِقــاً
إنَّ القَـوافـي لِزُهْـدِ الرِّيـــحِ تَنْتَسِـبُ
لا تَحْسَبِ الشِّعْرَ تَدْبيجاً وَحَنْجَلـَـةً
بَلْ عِــزَّةٌ تَقْـتَـفـي آثارَهـا السُّحُــبُ
فـي شِرْعَـةِ البَوحِ خَـوَّانٌ لِأَحْرُفــهِ
مَنْ قايَـضَ المـالَ بالأشْـعــاِر يَكْـتَسِبُ
وَيْحَ النُّفـوسِ إذا أَقْوَتْ مَكـارِمُـهـا
وَ اقْتاتَ عِفَّتَـهـا النُّقـْصـانُ والعَـطَبُ!
وَ عاقَـرَ القَيْــحُ وَ الزَّقــومُ أَفـْئِـدَةً
تَرْعـى بِأَهْوائِـهــا الآفــاتُ وَ الجَــرَبُ
************
أُرْدُنُ يا صَوْلَـةً لِلْحَــقِّ ما هَجَعـَتْ
مِنْ أَجْلِ عَيْنيكَ يَرْبو الهَمُّ وَالغَضَبُ
يا فَرْقَـداً هاشِمـِــيَّ النُّــورِ مُؤْتَلِقـاً
تَغارُمِنْوَهـجِـهِ الأَفْـلاكُ وَالشُّهُـبُ
أَبْنـاؤُكَ الغـُرُّ ما مَسَّـتْ مَناجِلُهُــمْ
سَنابِلَ السُّحْتِ مَهْما أَوْغَلَ السَّغَبُ
يا مَوطني،يا رفيقَ الصَّبْرِ في كَبِـدي
وَ وَجْدَ شَبّابَـتـي إنْ أَحْـجَمَ الْعَتَبُ!
إنْ لـَمْ نَنَلْ مِنْكَ إلّا العِشْقَ أُعْطِيـَةً
فَـلَـنْ تُراوِدَنا الأَلْـقـابُ وَ الـرُّتَــبُ
وإنْ تَداعَوا بِقَـصْعـاتٍ لِيَغْتَـرِفـــوا
وَ عَقَّ فَضْلَكَ مَنْ خانوا وَمَنْ سَلَبـوا
فإنَّ أَرْواحَـنـــا طَــوعٌ لِأَلْــوِيَــــةٍ
تَرْوي مَلاحِمَهـا الأمْـجـادُ وَ الحِقَبُ!
(الشاعر هاني الرفوع-١٧/٦/٢٠١٧)

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى