مهزلة المعارضة / علي الشريف

مهزلة المعارضة

تصدح حناجر البعض ممن اسموا انفسهم معارضة بشعارات عروبية قومية اشبه ما تكون بشعارات الثورة على كل شيء متذرعين دائما بالوحدة العربية والوطنية والغاء الحدود ..والفقر والفساد ..وكلنا عرب وكلنا مسلمون.
نراهم ينددون باتفاقية سايكس وبيكوا التي رسمت حدود الدول العربية… وفي نفس الوقت نراهم يقدسون تلك الحدود ويعتبرونها خطا احمر لا يمكن تجاوزه ونراهم ينددون بالفساد بمكان ومن ثم يبيحونه بمكان بل يدافعون عنه.
هؤلاء اسقطوا الاوطان في وحل افكارهم حتى ان بعضهم جعل الحزب الذي ينتمي اليه فوق الجميع فلا شعار فوق شعار الحزب ولا راي فوق راي الحزب .. فالوطن هو الحزب والدين هو الحزب ومن بلا حزب لا راي فوق رايه .
رايتهم ورايت ما يكتبون ابان ازمة اللجوء السورية ففي بدايات الازمة كان جيشنا العربي ينقل اللاجئين ويعاونهم ويساعدهم فصدحت حناجرهم بالصراخ ان واجب الجيش هو حماية الحدود
وعدت ورايتهم ابان النزوج الاخير لاهل درعا … وهم يطالبون بفتح الحدود من باب الاخوة والعروبة فما الذي تغير وتبدل لماذا طالبوا باغلاق الحدود واليوم يعيدون المطلب لكن بالعكس فهم يطالبون بفتحها…
حين كنت اتابع حديث بعضهم عن الفساد كنت ارى العجب العجاب فمن قمة التسحيج والموالاة اثناء الوظيفة الرسمية الى قمة اتهام الناس بعد التقاعد … ولما بحثنا عن بعض الذين يطالبون بمحاربة الفساد وجدنا انهم غارقون حتى اخمص اقدامهم بالعطايا والهبات وشراء الذمم والرشاوي
هناك امر مقرف اخر ففي النهار نراهم يتحدثون عن وجوب المحافظة على الوحدة الوطنية وفي الليل يمارسون ابشع انواع الزنا في هذه الوحده فهم يتمرجحون حسب ما تقتضي الحاجة والمنفعة والاجنده وربما التوجيهات التي لا نعرف مصدرها.
والاهم اننا بتنا نرى حراكا معارضا غريبا عجيبا ليس من ديننا ولا من عاداتنا ولا حتى من اخلاقنا او شيمنا حيث اصبح شتم الاعراض والغوص فيها وقذف المحصنات امر اعتيادي عندهم بل يعتبره البعض رجولة وفحولة وبوابة دخوله الى قائمة الذين يصفون انفسهم بالاحرار ..وحين تقع الفاس بالراي تتوالى الاعترافات والاعتذارات والاسف والتبرير.
من الرائع ان يكون لدينا معارضة تنطلق من مفهوم وطني معنية بهموم الوطن اولا واخرا ومن الاروع ان تجد هذه المعارضة طريقا لقلوب الناس مثل الذين يتمسكون بمبدا المعارضة لاجل الاصلاح وليس لاجل المنفعة.
ومن الاروع ان تطرح المعارضه برامجها للناس للنقاش لان اساس نجاحها هم الناس وكم راينا كتابا وسياسيون ومعارضين نالوا قسطا كبيرا من ثقة الناس لانهم يتبعون برامج وطنية اصلاحية فلا يشتمون ولا يقزمون الاوطان .
لكننا في نفس الوقت نرى اشخاصا يمتهنون المعارضة لاجل المعارضه فساقوا الهبل على المجننة واعتقدو ان عدد اللايكات او كلمة حر ربما تصنع منهم جيفارا هذا الوقت او ربما تصنع لهم مجدا خالدا لا ينتهي ابدا.
في بعض الاحيان نراهم يتكلمون عن صفقة القرن .. وكانهم قد كتبوا بنودها او كانوا جلوسا مع ترامب وزمرته وهم يعدونها وبدل ان نسمع حكاية صرنا نسمع الف حكاية واقسم بالله لو اوكلنا مهمة تطبيق هذه الصفقة حسب ما يتداولون لهم… لطبقوها ولو على دمانا.
المعارضة الاردنية باغلب اطيافها انتقلت الى مرحلة المهزلة الحقيقية وما نراه غبر مواقع التواصل الاجتماعي من البعض ومن نسخ لصق هو عبارة عن مهزلة اخلاقية ومهزلة قومية…ومهزلة ادبية فكرية رغم اننا نرى من البعض فكرا راقيا وعمل رائعا وهؤلاء يستحقون الاحترام.
وما نلمسه الان ان البعض بات يستقوي على الوطن باي اتهام يراه مناسبا لكل من خالف فكرة او رايه حتى ان البعض بات يحب ان يرى الفوضى في هذا الوطن فقط ليركب الموجه ويصل الى ما يريد ولو على حساب الناس اجمعين.
والمصيبة الكبرى ان هناك من تخصصوا باطلاق الاشاعات مستغلين حديث الناس عن الفقر والعوز والطفر مستدرين العواطف بحديثهم ولو نظرنا اليهم لوجدناهم من اصحاب الملايين فان سالناهم من اين لك هذا يا رعاك الله.سيكون جوابه(هذا من فضل ربي )
ولطالما راينا مثل هؤلاء فبعض المعارضين حين تسلموا زمام الامور او اصبحوا في موقع القرار استنزفوا امكانيات الشعب بل عاثوا فسادا في هذا الوطن ثم صمتوا عن الحديث عن الفساد والمفسدين وحكاية سايكس وبيكو والقومية وكل هالقصص الطرمة.
ختاما المعارضه ليست فزعة او تحريض او منشور انما هي فكر تتقدم به الاوطان .وهي سند حقيقي وليست مهزلة فكرية كما نراها …اصنعوا لنا معارضة بتفهم ونحن معكم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى