النشامى لم يعودوا كذلك !! / عبدالرحيم الزعبي

النشامى لم يعودوا كذلك !!

تنعكس آثار ذكورية المجتمع على رجاله أيجابيا وسلبيا، فالمجتمع الذكوري يفرز رجالا نشامى أو ذكورا سلطوين، مع وجود نوع من التداخل واللاتمايز بين الصفتين بحيث يأخذ الرجال النشامى نصيبهم من التسلط بدرجات متفاوتة في تدنيها، ويأخذ الذكور السلطويون نصيبهم من النشمنة بدرجات متفاوتة في تدنيها أيضا !!

النشامى يحبون شقيقاتهم ويراعون مصالحهن ويتجنبون الفعل الردي مع بنات مجتمعهم، ولديهم هبة لنجدة المرأة في مجتمعهم، ويغضون الطرف إن بدت لهم جاراتهم، وقد يعشقون ويحبون على غرار ما وقع من ابن عجلان حين أغرم بوضحا !! وعلى غرار ما يقع من روحي الصفدي في المسلسلات المحلية !!

الذكور السلطويون، لا خير فيهم لشقيقاتهم، ويضربون زوجاتهم ويتمرجلون عليهن، وحظهم هو الأوفر في ارتكاب جرائم حرمان الشقيقات من الميراث، أو التحرش المقرف ببنات مجتمعهم أو القتل بدافع الشرف !! وقد عودنا الفنان شايش النعيمي على تمثيل أدوارهم في المسلسلات المحلية !!

بذلك يمكننا القول أن النشمنة من مفرزات المجتمع الذكوري شأنها شأن السلطوية الذكورية !! ويمكننا أيضا أن نستحضر المقالة التي كتبتها كاتبة كويتية في مدح الرجال الأردنيين !! فقد كتبت ما قرأنا وهي متأثرة بأوصاف كرامنا !!

ثمة مظاهر عديدة كسرت حدة ذكورية المجتمع، لنتأمل في حال عامل غسيل السيارات الأردني، إنه يغسل سيارات الحسناوات، ويضطر إلى التحلي بدرجة من خفة الظل واللطف والتهذيب واللباقة ليضمن استمرارية ترددهن إليه كزبونات دائمات !!

قبل ما يقارب ال 15 سنة لم تكن لدى الحسناوات سياراتهن الخاصة ولم يكن يصلن إلى مغاسل السيارات، أي أن العامل لم يكن يقع بينه وبين الحسناوات تعامل يضطره إلى الإلتزام بآداب العامل والزبون، لذلك يظل تعامله مع الأنثى واقعا على مدرج حضيضه السلطوية وقمته النشمنة !! يمكن القول أن السياق الإجتماعي الجديد قد كسر حدة الذكورية !! ولعل حال عامل المغسلة هو حال الميكانيكي وكهربائي السيارات !!

ولنتأمل حال بائع القهوة في دكاكين القهوة الغلي المنتشرة على جنبات الطرق !! فالقهوة تطلبها الكثير من السيدات العاملات !! ويتم اليوم إيصالها لهن في أماكن عملهن، تماما كما كان يتم إيصالها للرجال !! وقد يتضجرن ويتأففن إن لم تلب القهوة حاجة مزاجهن !! أي أن الرجل الأردني قد صار الآن مضطرا لتقديم خدماته وتحمل التضجر والتأفف من السيدات !! جو جديد يكسر حدة الذكورية على ما أظن !!

ولنتأمل حال نادل النراجيل في الكافيهات، قديما كان يستقبل الشباب فقط، وكان مضطرا لتحمل ثقيلي الظل منهم لأنهم زبائن وعليه الحفاظ عليهم !! اليوم هو مضطر لتحمل ثقيلات الظل وسخريتهن لذات السبب !!

هذه السياقات الإجتماعية الجديدة تكسر حدة الذكورية، فتدخل ماكينة جديدة لفرز الرجال إلى جناتل ولئام، مع نوع التداخل واللاتمايز بين الصفتين، فالجناتل يأخذون نصيبهم من اللؤم بدرجات متفاوتة في تدنيها، واللئام لهم حظهم من الجنتلة بدرجات متفاوتة في تدنيها !! قد يتطلب الأمر منشورا آخر لتوضيح التغاير بين مدرج السلطوية والنشمنة الذي ينتجه المجتمع الذكوري وبين مدرج اللؤم والجنتلة الذي ينتجه المجتمع الجديد صنيعة العولمة !!

نصيحة: لا تبحثوا عن النشامى بعد اليوم، فهم آخذون بالانقراض شئنا أم أبينا، سنة الله في خلقه !!

قصة: قبل أكمن يوم بنتين بسيارة، بدخنن وبكتن من الشباك، ومشغلات المسجل عالعالي، والنهفة إنه السيارة قير عادي، واللي بتسوق بتحاشر وبتتفنن بشوارع اربد الضيقة، وبما إني مخضرم ومن جيل الطيبين، استيقظت في الذكورية، وكبرت براسي أنه كيف بتحاشريني عالطريق، وثقلت دمي وعملت مطاردة وضيقت عليهن وقرفتهن عيشتهن !!

ملاحظة: المنشور مجرد هلوسات وظنون ولا علاقة له بقواعد فهم التحولات الاجتماعية !!

#عبدالرحيم_الزعبي
#إربد_عروس_الشمال

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى