بِلا عنوان!! / محمد العيسى

بِلا عنوان!!

الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا اله الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد..
مع هذا الدعاء بدأ صباح يوم أمس ، كنت على سريري داعبتني شمس الصباح وقبلت جبيني وكأنها تخبرني بأن العيد قد جاء وأنه لا بد من الاستيقاظ ومصافحة الماء وقراءة أذكار الصباح واعادة كل تلك المشاهد التي تعودنا عليها بصوفية أجدادنا ليبدأ ذلك العيد بعفوية وليأخذني معه الى الترفع عن زلات الآخرين والى التسامح والى عناق الأمل..

في كل عيد ومع الصباح الأول للعيد أستيقظ كطفل لم يبغ من العمر الا القليل أغسل وجهي وأذهب مسرعا باحثا عن أبي وأمي وعن قبلة أحطها على جبينيهما ومن ثم على يد كل منهما ليحل علي بركات الله مصحوبة برضا الوالدين ، ولكن كان لهذا العيد طعم آخر تماما فأنا وحينما استيقظت لم أجد أبي.

بحثت عنه وانا اعلم انني لن أجده وانه هناك على سفح في وادي السير نائم نومته الأخيرة مغطى بالتراب ، لا اعلم حقا كيف يكتمل العيد دون تلك اليد المفعمة بالرجولة تلك اليد التي لا يكتمل اليوم الا بتقبيلها ليكون الرد بعدها ” روح ربي يرضى عليك ” ، شعرت حينها بوحدة كبيرة ورغبة أكبر بالبكاء ، ولكنني لملمت ما تبقى لدي من قوة وذهبت مسرعا الى المسجد وجلست على عتبات ذلك المسجد الذي لا يزال يحمل عليه خطوات أبي وهو يدخل اليه وجلست مكبرا.

مقالات ذات صلة

تذكرت كلمات أبي في مقالة له عن العيد يقول فيها : ” وكان يحدث أحيانا وفي بعض الأعياد اننا نرى موتانا بالعين المجردة .. ونحن نقرأ على ارواحهم تلك الفاتحة الرطبة التي تكاد تنهض الميت من قبره كي تستدعيه للعناق.. ” ، فما كان مني الا أن أقرأ على روحه الفاتحة وعندها حقا رأيته ينهض ويعبر كل تلك الحواجز الدنيوية ليجلس بجانبي على عتبات المسجد وبكل ذلك الحنو الأبوي وضع يده على رأسي وأخذني الى حضنه نحو عناق طويل لم تنتهي لذته حتى الآن..

هو العيد صاحب الذكرى لا بد وأن يأخذني في كل مرة معه نحو أبي ولكني لا زلت أرى بأن العيد دون أبي بلا عنوان..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى