متطرفون صهاينة يقتحمون الأقصى

سواليف

تسود مدينة القدس المحتلة، خاصة بلدتها القديمة ومحيطها، أجواء شديدة التوتر، بفعل مسيرات استفزازية متواصلة، منذ الليلة الماضية، للمستوطنين في البلدة القديمة، ومحيط بوابات المسجد الأقصى المبارك، واقتحامات واسعة منذ الدقائق الأولى من فتح باب المغاربة صباح اليوم الأحد، لاقتحامات المستوطنين.

واقتحم عدد من ضباط الاحتلال ومن الوحدات الخاصة في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأقصى، وانتشروا فيه لتأمين اقتحاماتٍ واسعة للمستوطنين، كانت أعلنت عنها منظمات متطرفة، لإحياء ما أسمته “ذكرى خراب الهيكل” المزعوم.

ويشهد المسجد منذ ساعات الصباح اقتحامات واسعة، بمشاركة عدد كبير من قادة المستوطنين المتطرفين، واضطرت شرطة الاحتلال إلى إخراج أحد المستوطنين بعدما أوقفه حراس المسجد، حينما حاول أداء طقوس تلمودية في المسجد، بينما أخرجت قوات الاحتلال شابين من المسجد، لمشاركتهما في التصدي بصيحات وهتافات التكبير لهذه الاقتحامات.

في الوقت ذاته، أغلق الاحتلال عددا من أبواب الأقصى أمام المصلين، شملت أبواب: الحديد، والقطانين، والملك فيصل، والمطهرة.

واقتحمت ثلاث مجموعات الأقصى حتى الآن، ضمت بمجموعها نحو 100 مستوطن، ما يؤشر على أن الاقتحامات ستكون واسعة، خاصة أن هناك المئات من المستوطنين ينتظرون خلف باب المغاربة، بانتظار اقتحامهم للمسجد.

وأغلقت قوات الاحتلال في ساعات المساء منطقة باب العامود (أحد أشهر أبواب القدس القديمة)، وشارع السلطان سليمان المجاور، لتأمين تدفق المستوطنين إلى البلدة القديمة، واختراق شوارعها وأسواقها، وحاراتها، باتجاه باحة حائط البراق، للمشاركة في احتفالات احياء “ذكرى خراب الهيكل”.

وشارك عدد كبير من المواطنين، خاصة من أبناء القدس القديمة، في صلاة، وآثر قسم كبير منهم البقاء، والتواجد في الاقصى، للتصدي للمستوطنين، فيما شدّدت قوات الاحتلال الخاصة إجراءاتها على بواباته الرئيسية، واحتجزت بطاقات الشبان إلى حين خروجهم منه، في الوقت الذي تنتشر فيه أعداد كبيرة من العاملين في الأقصى من حُرّاس وسدنة في أرجائه، لمراقبة سلوك المستوطنين خلال جولاتهم الاستفزازية والمشبوهة برحابه.

وكان ائتلاف منظمات الهيكل (عددها يزيد عن الـ26 منظمة) دعت الى أوسع مشاركة في اقتحامات الأقصى المبارك اليوم، والمشاركة في فعاليات تلمودية في ذكرى ما أسمته “خراب الهيكل”.

ونظمت هذه المنظمات الليلة الماضية مسيرات استفزازية حول أسوار القدس القديمة ومحيط بوابات المسجد الأقصى، وسط هتافات عنصرية تدعو لقتل العرب والفلسطينيين، واقامة الهيكل المزعوم مكان الاقصى، فضلا عن الاعتداء على مقدسيين وممتلكاتهم في القدس القديمة.

وانطلقت المسيرة الليلية للمستوطنين من أرض مقبرة مأمن الله الاسلامية التاريخية غرب القدس بقراءة فقرات من “التاناخ”، قبل أن تنطلق المسيرة نحو منطقة باب العامود، ثم باب الساهرة، ثم تنظيم وقفة واعتصام عند باب الأسباط، تخللها كلمات خطابية لعدد من قيادات الاحتلال السياسية والدينية من أبرزهم وزير شؤون القدس “زئيف إلكاين”، وعضو “الكنيست” المتطرف “يهودا غليك”، ونائب وزير جيش الاحتلال “ايلي بن دهان”.

وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي حذرت فيه شخصيات وقيادات دينية ووطنية اعتبارية في القدس من هذه الاقتحامات والاعتداءات على الأقصى، داعية الى تكثيف شد الرحال اليه للدفاع عن حرمته وقدسيته.

من جانبها، أعلنت قوات الاحتلال في ساعة مبكرة من مساء يوم أمس، عن تكثيف انتشارها وإجراءاتها العسكرية والأمنية في عموم مدينة القدس المحتلة، وفي القدس القديمة ومحيط الأقصى خلال ساعت الليلة الماضية واليوم الأحد، وانتشرت أعداد كبيرة من جنود الاحتلال على مداخل القدس القديمة وأزقتها وحول المسجد الأقصى، وعند منطقة البراق، فيما تم اغلاق العديد من الطرقات والشوارع لصالح مسيرات المستوطنين.

بدورها، دعت حركة التحرير الوطني “فتح” أبناء شعبنا إلى الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، والرباط فيه، أمام استمرار قطعان المستوطنين اقتحام باحاته، تحت حماية جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وقال المتحدث باسم الحركة أسامة القواسمي في تصريح صحفي، إن ما يجري في المسجد الأقصى بمثابة “جريمة حرب”، واعتداء صارخ على أقدس المقدسات، وامتهان لكرامة الأمة الاسلامية أينما وجدت، واستهتار بحرمة الأماكن المقدسة، ودفع الأمور إلى الانفجار.

وطالب القواسمي القادة العرب والمسلمين بالتدخل الفوري لوقف هذه الاعتداءات السافرة، بحق الأقصى.

(وفا)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى